أكرم القصاص

السياسة و«الزبالة»

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2011 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يبدو الحديث فى السياسة والاختلاف حولها أسهل من مناقشة مشكلة الزبالة، بالرغم من أن هناك اتفاقا بين كل التيارات والاتجاهات على أن الزبالة مشكلة خطيرة ومقرفة وتعرقل جهود التنمية وتضاعف حجم المخاطر الصحية؟ ربما كان هناك خلاف بين اتجاهين أحدهما يرى أن الزبالة مشكلة نظام وحكومة، لأن المواطنين يدفعون ثمن النظافة مضاعفا بينما الشركات تحصل على المقابل دون أن تؤدى عملا. بينما هناك من يرى المشكلة فى الشعب ويضرب مثلا بالمواطنين الذين اعتادوا أن يلقوا القمامة فى الشوارع والحارات وليس فى مكان واحد بل فى أماكن متفرقة. وبين الاثنين يقف تيار يرى أن الزبالة مسؤولية مشتركة بين الشعب والحكومة وأن الأمر يحتاج إلى حملة إعلامية تنشر ثقافة النظافة بين المواطنين.
الأستاذ أسامة الأبشيهى يرى ضرورة تغيير المفاهيم والثقافات المتوطنة وأن أولى وأهم خطوات الحل هى حملة إعلامية ضخمة على كل القنوات الحكومية والخاصة بدعم من كل أجهزة الدولة مع توفير وسائل التخلص من القمامة فى كل أنحاء مصر، ووضع إرشادات فى المصالح والمدارس للمحافظة على النظافة وطرق التخلص من الزبالة، أما المهندس محمد إسماعيل فيقول «والله عيب علينا حكاماً ومحكومين أن يصل بنا الحال إلى أن نعجز عن تنظيف البلد ورفع قمامته، لا سبيل إلى أى نهضة دون نظافة»، ويضيف الدكتور أسامة صديق: «الحلول سهلة ولكن الإرادة مفقودة، لدينا تجربة أردوغان بتركيا الذى حول الزبالة والصرف الصحى إلى ثروة.. اسألوا أى إنسان سافر لدول أخرى حتى من نظن خطأ أنهم أقل منا».

الأستاذ جمال صادق يصف الزبالة بأنها «سبة فى جبين كل واحد منا، الموضوع أساسه هو سلوكنا ونظافتنا الشخصية.. أين دور رجل الدين المسلم أو المسيحى لما بيشوف الزبالة تحاصر بيوت الله؟ أولى بكم يا رجال الدين أن تتبنوا مثل هذه القضية بالقول والفعل وهايفضل برضه وقت عندكم للسياسة».

ربما كانت المسؤولية مشتركة لكن الإرادة مفقودة، وبالرغم من هذا العدد الكبير من الأحزاب التى ظهرت فى الساحة بعد ثورة يناير، فإن برامجها تتشابه فى المبادئ العامة، لكنها لا تتطرق كثيرا إلى القضايا الحياتية، إلى البيئة والماء والهواء، ولعلنا نرى أحزاب الخضر فى أوروبا هى الأكثر نشاطا فى مواجهة التلوث والاعتداء على الطبيعة، وكثير من السياح أو الأجانب كثيرا ما تنتابهم الدهشة من أن يكون الشعب المصرى لديه نهر مثل النيل يتركه عرضة للتلوث ويلقى فيه الصرف المنزلى والصناعى والمبيدات، بينما كان المصريون القدماء يقدسون النيل ويعتبرون من يلوثه مرتكبا لخطيئة.

ولا يمكننا أن نصدق من يقدمون أنفسهم كممثلين للمستقبل السياسى بينما هم عاجزون عن تقديم حل لمشكلة مثل الزبالة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة