أكرم القصاص

الأرنب الغضبان.. الأسهل نغيّر الشعب

الخميس، 16 يناير 2014 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة السابعة على التوالى، يخرج ملايين المصريين من الشعب ليستخدموا حقهم فى التصويت على الدستور، وهم أنفسهم الذين خرجوا فى كل الاستفتاءات والانتخابات بكثافة لم يسبق لها مثيل طوال 30 عامًا، رهانًا على المستقبل، وبناءً على قناعات، أو رغبة فى تجاوز «الانتقالية»، وفقًا لمشاهدات ومتابعات للإعلام أو نصائح وتنظيرات زعامات تصدرت الصورة، وتصور الناس أنهم يعرفون أكثر. اللافت أنه فى كل مرة كان الشعب يخرج من أجل المستقبل، كان ممثلو المستقبل من زعامات وشباب ثائر يسخرون من آبائهم وأشقائهم وأخواتهم وأمهاتهم وزملائهم ممن تمردوا على قوالب الكفاح الافتراضى.

ليست المرة الأولى التى يقاطع زعماء الفضاء الافتراضى التصويت، بل سبق لهم الدعوة للمقاطعة فى كل خطوة.. هم من طالبوا بعصام شرف ثم تنصلوا من اختياره، وهم من شاركوا فى التمهيد لانتخابات مجلس الشعب ثم قاطعوها، وهم من شاركوا فى التمهيد لانتخاب مرسى وشفيق ثم قاطعوا أو عصروا الليمون، ثم رفضوا الإخوان ومرسى، ثم شاركوا فى التمهيد لـ30 يونيو. وكان متوقعًا أن يظلوا على منوالهم وطريقتهم فى التنصل، ومواصلة السخرية من الشعب الذى يريد الاستقرار، ويريد مستقبلًا واضحًا خاليًا من «تهويمات» نظرية.

سنوات طويلة كان النظام والحكومات تعاير الشعب بكثرة الاستهلاك، وضياع الدعم، وعدم وصوله لمستحقيه، وكانت المعارضة ترد بأن الحكومة فاشلة بسبب العجز والفساد وتداخل السلطة بالثروة، وشاعت نكتة بأننا بدلًا من التفكير فى تغيير النظام والحكومة، الأسهل تغيير الشعب، والبحث عن شعب آخر.

ودارت الأيام، ولفت الأيام، ووجدنا أنفسنا أمام عدد كبير من نشطاء وزعماء لم يكفوا طوال 3 سنوات عن لعب دور «الأرنب الغضبان» فى مواجهة كل ما يجرى. فى البداية لعبوا دور الثائر والناصح الأمين الأكثر معرفة ودراية بعلم الثورات، وتصدر بعضهم الكاميرات وسيطروا على الـ«فيس بوك» و«تويتر»، وقادوا الكفاح الفضائى والافتراضى شهورًا طويلة، ومع كل استفتاء أو انتخابات، ومن حيث ينتظر منهم الجماهير أن يدلوهم على أفضل الطرق للسياسة، فإذا بهم ينصحون الناس بمقاطعة الاستفتاءات والانتخابات، وعندما يرد الناس العاديون بـ«أننا لم نتفق على هذا، لقد حدثتمونا عن الديمقراطية والاختيار والتجربة والخطأ»، فإذا بالنشطاء يردون باتهام الشعب بأنه مستعجل يريد «الاستقرار»، بينما يجب السعى للثورة الدائمة لتحقيق أهداف الثورة، فيسأله: كيف نحقق أهداف الثورة؟، فيرد الشباب الفاهم العميق بالسخرية من أصحاب نظرية «العجلة تدور، ويبقى فيه أمن وشغل وحكومة وقانون»، ويواصل «الأرنب الغضبان الفاهم» شتيمة الشعب، لأنه «يعرف كل حاجة بس مدكن»، لن يقول ما يعرفه، وليس لديه سوى نشر اليأس والتندر والغضب.. فعلوها من قبل، ولم يسعوا أبدًا لإقناع الشعب الذى يسخرون منه، والذى يخرج بالملايين، بينما زعماء «الريتويت» وحدهم يرون أنه من الأسهل أن نغير الشعب ده، ونأتى بشعب يتحمل تجارب هلامية بلا أول أو آخر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة