أكرم القصاص

فلول.. لا تعايرنى ولا أعايرك

الإثنين، 05 مايو 2014 06:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبيعى جدا أن تكون المنافسة السياسية والانتخابية مصحوبة بالكثير من الخشونة، والاتهامات والردود، وأن يكون هذا مشمولا ببرامج وخطط، وأفعال وردود أفعال

لكننا حتى الآن ما نزال فى مرحلة رد الفعل أكثر من الفعل، والمعايرة أكثر من المناقشة، وأحيانا لا يخلو الأمر من معارك مضحكة وإن كانت مسلية، مثل هذه المعركة التى دارت بعد انطلاق مدفع الدعاية الانتخابية للمرشحين

والسبب غالبا أن هناك طرفين للسباق الرئاسى بين السيسى وصباحى، وحول كل طرف هناك مؤيدون أو متعاطفون، لكن اللافت أن هناك أطرافا ليسوا مع السيسى، ولا مع صباحى، وإنما «معاهم معاهم عليهم عليهم»، فهم مرة مع صباحى وأخرى مع السيسى، وثالثة يدعون للمقاطعة، وليس لدى هؤلاء الرغبة فى قراءة ما يحدث أو اتخاذ موقف مؤيد أو معارض.

ثم إن الاتهام بالخيانة لم يتوقف على حملة الناصريين واليسار، بسبب الموقف من تأييد السيسى أو صباحى، لكن الاتهام بالفلولية أصبح مشهرا فى وجه كل من يختلفون مع بعضهم، والسبب هو غياب أى معيار لتحديد من هو الفلول ومن هو الثورة. فقد تم اتهام حملة السيسى بأنها تضم رجال النظام السابق، ورد أنصار السيسى بأن حمدين حوله رجال أعمال من نظام مبارك. والحقيقة أن الساحة لا يقتصر الظهور فيها على حملات الانتخابات لأنهم فى الحقيقة مواطنون ليس ضد أى منهم إدانة أو أحكام قضائية وبالتالى فوجودهم فى جانب هذا المرشح أو ذاك لا يمكن منعه بقرار أو لمجرد الهواية.

ولا تنس أن أغلب من يعيشون معنا اليوم عاشوا فى ظل نظام مبارك، وبالتالى فإن استبعادهم من دون قانون أمر صعب، ناهيك عن أن التعامل فى هذا الأمر يتم بالخواطر، ثم إن من يتم إيهامهم بأنهم ينتمون للفلول يردون على متهميهم بأنهم خونة وطابور خامس وحاملون لخطط الفوضى، ويعتبرون أنفسهم هم الوطنيون ويطبقون نظرية «لا تعايرنى ولا أعايرك».

والنتيجة هى المزيد من شق الصف وقطع الحوار وتوهان القضايا وكل طرف يتحدث باسم الشعب ويتهم الآخرين باسم الشعب ويتحدث باسم الثورة وأهدافها بينما الجميع نسوا الأهداف فى زحام الهجوم والهجوم المضاد.

طبعا الأمر لا يخلو من انتهازيين فى كل الأطراف، لكن تهمة الفلولية أصبحت تهمة من لا تهمة له، توجه بلا تحقيق ولا تأصيل ولا قواعد، والأهم هو نسيان الهدف الرئيسى للثورة والرئاسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة