أكرم القصاص

قضية «لمياء» بين الفضوليين والمتنطعين

الأحد، 12 أبريل 2015 06:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث مع «لمياء حمدين» مراسلة قناة «أون تى فى» أبرز تعبير على كيف تتحول أدوات التواصل الاجتماعى إلى أداة للاغتيال المعنوى، وأيضا إلى أداة للدفاع، ونموذج لعيوب وميزات مواقع التواصل فى وقت واحد. وأن بعض الفضوليين والمتلصصين، لا يفرقون بين الخصوصية والإخبار.

لمياء التقط لها أحد الفضوليين صورة وهى تحمل ابنها أثناء تسجيل تقرير إخبارى من الشارع، بجوار مجلس الوزراء، وهى خارج الكادر، ونشرها على فيس بوك كنوع من الانتقاد.

لم يلتفت إلى السيدة تحمل ابنها بذراع، والميكروفون بالذراع الثانية. والنشر تم بهدف الفضح أو النقد، ولم يلتفت إلى أن الصورة التى التقطها ونشرها يمكن أن تتسبب فى ضرر بعملها. مع أنها اضطرت أن تواصل عملها وهى تحمل ابنها. تصور الفضولى أنه يصنع نصرا عندما ينشر الصورة، وشاركه بعضهم فى السخرية والنشر، لكن لحسن الحظ أن النشر جاء برد فعل عكسى، وتضامن كثيرون مع لمياء، ونشروا صورا لنائبة فى البرلمان الإيطالى كانت تحضر مناقشة الجلسة وهى تحمل رضيعتها.

لمياء وجدت تعاطفا، من الزملاء والنشطاء، وتفهما من جهة عملها، ومن الرئاسة. لكن نشر الصورة كشف عن نوعية من الفضوليين والمتنطعين، يسيئون لغيرهم بهدف الشهرة أو الادعاء تماما مثلما نشروا قبل شهور صورة مضيفة بمصر للطيران وسخروا من شكلها، وهيئتها، ولم يلتفتوا إلى أنهم يسيئون للسيدة وأسرتها وأهلها. وهى نماذج للخفة والاستخفاف، لدى بعض نشطاء التواصل، ممن يتصورون أن القضية مجرد فضح أو ادعاء وهى أمور تحدث فى السياسة والفن وغيرهما، وتسىء للآخرين، أو تتعامل مع الشائعات على أنها حقائق، أو تعتقد أن الشهرة من التهكم بصرف النظر عن مشاعر الآخرين، وربما لأن أيا من هؤلاء لا يضع نفسه مكان الضحايا، أو مكان غيرهم.

ولحسن الحظ أن عيوب التواصل ومواقعه تجد من يواجهها، فقد تصدى كثيرون ودافعوا عن لمياء كأم عاملة تحترم عملها، وتحترم أمومتها وتعاطفوا معها، ونفس الأمر مع المضيفة، وهى ميزات، تعالج العيوب والشروخ الاجتماعية، وإن كانت هناك إساءات يصعب أحيانا مواجهتها لأنها تكون مثل طلقات رصاص طلعت من فوهة المسدس يستحيل إعادتها عندما يتعلق الأمر بالسمعة والسيرة.

لمياء وجدت الكثير من التعاطف، من زملائها، ومن المعلقين على مواقع التواصل، ممن طالبوا بتكريمها، وربما شعر من فعل ذلك بالخجل، واعتذر، لكن بقيت فكرة الخصوصية فى ظل مواقع التواصل وكاميرات الموبايل تبحث عن مصير، وأن يتحول ما حدث إلى درس للمبالغين ومن فى عقولهم فضول.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة