أكرم القصاص

طوابير ترامب الكورية.. وصواريخ جونج أون الفكاهية

الخميس، 21 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما تحمل التصريحات المتبادلة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون، تهديدات متبادلة، وأوصاف استفزازية، وتثير مخاوف من أن تتطور إلى حرب نووية، فهى أيضا تحمل قدرا من الفكاهة المسرحية تعكس حالة التوتر. وآخر هذه التصريحات الصدامية جاءت من حيث أراد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السخرية من كوريا الشمالية أوضاعها الاقتصادية المتردية، فقد وقع فى تصريح كشف عن عدم درايته بالأحوال فى بيونج يانج، وما يعيشه الكوريون الشماليون.
 
ترامب كتب على «تويتر» أن «الكوريين الشماليين يقفون فى الطوابير أمام محطات البنزين»، وكان يريد الإشارة لأحوالهم الصعبة نتيجة للعقوبات التى فرضتها واشنطن، لكن المراقبين والمحللين كشفوا عن عدم دراية الرئيس الأمريكى بالأحوال فى كوريا الشمالية. وقالوا إن حديث ترامب عن طوابير السيارات أمام محطات البنزين بدا فكاهيا، لأنه لا توجد من الأساس سيارات خاصة فى كوريا الشمالية يمكن أن تصنع طوابير من أى نوع.
 
وحسبما كتب المعلق الروسى ألكسندر أرتامونوف فى مقال على موقع «برافدا» فإن الزعماء الأمريكيين غالبا ما يدلون بتصريحات تظهر جهلهم الفاضح بما يتحدثون عنه. وفى تقرير لروسيا اليوم قال: إن عدد سكان كوريا الشمالية حوالى 25 مليون نسمة، وعدد السيارات فى البلاد بين 150–200 ألف سيارة، %90 منها ملك للدولة والحكومة، ولايتجاوز عدد السيارات الخاصة 15 ألف سيارة لا يمكن أن تصنع طوابير على محطات البنزين.
 
وكشف خبراء فى الشأن الكورى الشمالى أن الشاحنات العامة تعمل أغلبها بالحطب وتقنية تطلق أول أكسيد الكربون والهيدرجين إلى أسطوانة الاحتراق فى محركات الديزل للشاحنات التى تنقل البضائع والناس من وإلى الموانئ والمناطق الجبلية، فضلا عن أن النقل فى كوريا الشمالية يعتمد على النقل العام، وكل هذا يجعل حديث ترامب عن طوابير بنزين غير منطقى وينم عن عدم معرفة، فضلا عن أن الكثير من التقارير عن الأحوال الداخلية فى كوريا الشمالية تخلو من المعلومات وتميل بعضها للفنتازيا والخيال. وأن نقص البنزين لا يعنى شيئا لـ%99 من الشعب، وحتى فيما يتعلق بالحصار وإمكانية أن يحد من التوسع فى إنتاج الصواريخ كشف خبراء أن الصواريخ لا تطير اعتمادا على البنزين، بل على وقود «هيدرازين ثنائى الميثيل» الذى تنتجه الجمهورية محليا، بحسب تأكيد ممثل مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية تيموثى باريت لـ«نيويورك تايمز».
 
الواضح أن تصريحات ترامب تجاه كوريا الشمالية لا تخلو من ذلات لسان تعبر عن كوارث فيما يتعلق بالدبلوماسية الدولية، فقد وصف ترامب زعيم كوريا الشمالية فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه «رجل صواريخ فى مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه»، مشددا على أن بلاده «إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو حلفائها فلن يكون أمامها خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل»، وقد أثار خطاب الرئيس الأمريكى الذى هدد فيه بمحو كوريا الشمالية من الوجود، مشاعر الصدمة لدرجة أن وزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم وصفته بأنه «صادم ينتهك ميثاق الأمم المتحدة»، وأنه «الخطاب الخطأ، فى التوقيت الخطأ، فى المكان الخطأ».
 
وبالعودة إلى غياب المعلومات عن الرئيس الأمريكى تجاه كوريا أثارت من جديد موجات من التعليقات حول تكرار الرؤساء الأمريكيين إطلاق معلومات خاطئة حول دول العالم، وكان الرئيس الأسبق جورج دبلوى بوش أكثر الرؤساء الأمريكيين جهلا بالجغرافيا، لدرجة أن الكاتب والمخرج الوثائقى الأمريكى مايكل مور رصد ذلات لسانه فى كتابه الشهير «رجال بيض أغبياء»، لأن بوش الابن مثلا كان يعتقد أن هولندا جمهورية، وكان مور يتحدث عن أكثر رئيس كان يتورط فى تصريحات تكشف عن ضعف معلوماته.
 
لكن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تجاه كوريا الشمالية تعيد مخاوف ولا تخلو من فكاهة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة