طارق الوسيمى

هل حان وقت إنقاذ كوكب الأرض من الحروب؟

الثلاثاء، 14 مايو 2024 04:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل ما يَشهده العالم الآن من حروب مُتفرقة في كافة بقاع العالم سواء نطاحات داخلية أو نزاعات بين دولة وأخرى أو احتلال غاشم لأراضي وشعب عاني ويُعاني مُنذ أكثر من 75 عامًا يَتمنى أقل الحقوق، وهو العيش مُستقلاً..

لا أنْ يتم اغتصاب أرضه وسجن رجاله وقتل نسائه وتشريد أطفاله وتدمير بنيته التحتية وطمس هُويته الدينية والعرقية دونَ حق العيش في حدود الأمن والسلام.

تَزيد حاجة العالم إلى إطلاق نداء عالمي للسلام الدولي ليس فقط لغزة وحدها وإنما أيضًا لوقف المجازر الدموية التي تتم بين الأشقاء السودانيين  لتمكين الشعب السوداني من ممارسة حقوقه الدستورية من خلال إجراء انتخابات نزيهة لاختيار ممثلين في برلمان منتخب و قيادة سياسية، وكذلك لوقف الانقسام الليبي، الذي يجب العمل علي توحيد الصف الليبي والحفاظ علي موارده من النهب والاستغلال لإقامة دولة موحدة غير مُقسمة الموارد..

تَزيد الحاجة أيضًا إلى وَقف الحرب التي لمْ تَهدأ بين العملاق الروسي والدولة الأوكرانية، بالإضافة إلى وقف المناوشات في بحر الصين بين قوة الصين العظمى والقوة الأمريكية، التي لا تُريد الأخيرة التنازل عن موقع أحادية القوة العظمي في العالم وترفض تقسيم الأمر إلى أكثر من قوة أولهما الصين بجانب روسيا ثمَّ الهند والبرازيل.

هناكَ رَغبة دولية من كل شعوب العالم في وَقف نزيف الدماء والقيام بِخطوات جادة يحتاجها العالم الآن أكثر من أي وقت مَضى لإعادة تشكيل مجلس الأمن من خلال توسيع عضويته، التي أثبتت القضايا الساخنة حول العالم أنها بحاجة إلى إعادة تنظيم في إطار أممي أكثر عدالة.

تَوسيع عضوية مَجلس الأمن يَجب أنْ يَضم الهند، التي باتت علي أعتاب أحد أقطاب العالم في إطار تعدد الأقطاب وعدم إختزاله في دولة واحدة هيَّ الولايات المتحده فقط، وكذلك البرازيل عن أمريكا اللاتينية ذات الإمكانات والإمكانيات الاقتصادية المتزايدة يومًا بعد يوم والمؤثرة اقتصاديا في العالم بأسره، وأيضًا مِصر التي أحدثت تغييرًا إيجابيًا في السياسات الدولية من خلال قيادتها السياسية المتميزة، التي أثبتت في السنوات الماضية أنها تستطيع قيادة قارة، ناهيك عن دبلوماسيتها العريقة  عن أفريقيا التي ظلت مَحرومة طوال العقود السابقة، التي من حقها التمثيل العادل في صناعة القرار والسياسة الدولية، وكذلك السعودية والإمارات عن المنطقة العربية كـ أحد أهم الدول التي تُحقق نموًا على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية.

وبجانب الحاجة لتطوير مجلس الأمن تَظهر الحاجة الماسة إلى إعطاء  صلاحيات أكبر للجمعية العامة ليكون قراراتها ملزمة لمجلس الأمن، الذي لا يجب أن يترك لاستحواذ بدرجة كبيرة عليه من خلال الولايات المتحدة الأمريكية بالفيتو الأمريكي. 

ختامًا، الأمر بِحاجة ماسة إلى دعوة للسلام العالمي جنبًا إلى جنب من خلال إعادة تشكيل مجلس الأمن وتطوير صلاحيات الجمعية العامة لوقف الحروب والنزاعات والأزمات ليس فقط السياسية وإنما الاقتصادية والثقافية والاجتماعية حول العالم أيَّ كان موقعها، وكذلك إعطاء صلاحيات أكبر للجمعية العامة للأمم المتحدة..

فـ لمْ تعد شعوب العالم تستطيع تحمل تبعات الحروب والأوبئة المُتسارع انتشارها، التي تُهدد العيش في سلام وأمان على كوكب الأرض، الذي هو أمانة من الخالق الله عز وجل لنعمره وليس لندمره.

السفير طارق الوسيمي مُساعد وزير الخارجية المِصري الأسبق.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة