جيهان مديح

غزة.. مصر تحاول حل الأزمة.. وإسرائيل تعاند.. وحماس ترفض المفاوضات

الإثنين، 06 مايو 2024 07:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شاهدنا خلال الفترة الماضية الأوضاع في قطاع غزة المرعبة للغاية، والمؤشرات لوجود مخاوف كبرى من حدوث مأساة غير مسبوقة في حق المدنيين بالقطاع المحاصر، تحت أيدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبح الوضع في غزة، يتزايد سوءا يوما بعد يوم، وبات شبح المجاعة يخيم على القطاع، بفعل إغلاق المعابر، وشح المواد التموينية، وعدم توفر الكثير من البضائع في الأسواق، في وقت تتدهور فيه أوضاع سكان مدينة غزة وشمالها، بصورة أكبر، نظرا لما تعانيه من حصار، يعد أقسى من الحصار الذي تتعرض له باقي مناطق القطاع.

القيادة السياسية المصرية تعمل منذ اللحظة الأولى واتخذت إجراءاتها في جهدها الأمين في تهدئة أوضاع قطاع غزة والدفاع عن الأمن القومي المصري، فلابد أن يتعين من القوى السياسية فى فلسطين أن يجاهروا بمواقف عملية ومراجعات ناضجة ترصد الأخطاء في جبهة أشقائنا سعيا لتقويمها بقدر ما تدين الاحتلال وممارساته، انحيازا للإنسانية وعملا على رد المظالم وتحصيل الحقوق العادلة.

ما زالنا نكرر ونكرر ونعلنها: إسرائيل تتحمل مسئولية نزيف الدم والأرواح في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى ارتباك حركة حماس ومغامراتها التي تكلف المدنيين مزيدا من الخسائر والاستخفاف بآلامهم ومعاناتهم.

مطالبنا مشروعة وهى وضع حد نهائي وفوري للاعتداء على الشعب الفلسطيني، واتخاذ التدابير اللازمة على وجه السرعة لحماية أرواح المدنيين التي تُزهق في كل دقيقة من العدوان الغاشم، ونطالب حركة حماس إلى مراجعة مواقفها، ووضع مصالح شعبها فوق الاعتبارات الحركية والمصالح التنظيمية، والتوقف عن المغامرات العشوائية التي تكافئ العدو بدلا من الدفاع عن مصلحة الشقيق.

وأيضا رغم أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في إيقاف التصعيد المحتدم، فإن هذه الهدنة لن تتعدى كونها مجرد فترة استراحة مؤقتة من العنف، في ضوء افتقار الطرفين إلى مسار دبلوماسي واضح يُسهم في حل النزاع بالطرق التفاوضية، وهو ما يؤكِّد أهمية بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية الدولية، إذ يمكن لواشنطن الإسهام في إعادة طرفي النزاع إلى الحوار، وذلك عبر دعم الخطوات التي تدفع المفاوضات، وتقويض العوائق التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، مع إشراك القوى الإقليمية الكبرى في هذه المفاوضات.

وفي الختام.. مصر تلعب دورا مهما وحيويا في المشهد الفلسطيني ومحاولات إنهاء محنة غزة، وهو الدور الثابت في التاريخ والحاضر، والذي لا باعث عليه إلا إيمان الدولة المصرية بالحقوق العادلة، والقوانين والمواثيق الإنسانية، وإخلاصها المبدئى الراسخ لقضية فلسطين وشعبها الشقيق، وهو ما يتجلى في كل مواقف وأحاديث الرئيس السيسي، وفي تحركات المؤسسات الوطنية بكل مستوياتها، وندعو الجميع من هذا المنطلق لأن يكونوا على مستوى المسؤولية، وأن يُلاقوا الدولة المصرية في مساحة الانتصار للقانون والأخلاق الإنسانية، ويعاونوا على إنجاز التهدئة العاصمة للدم الطاهر البريء، وعدم اتخاذ قضية فلسطين وآلام شعبها منطلقا للمزايدة والمناورات والبحث عن منافع سياسية.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة