سعيد الشحات

كمال أبوعيطة

الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسجل كمال أبوعيطة كل يوم اسمه بحروف من نور، وسيبقى نضاله فى معركة الضرائب العقارية، وقيادته لها نموذجا يحتذى به، وآخر فصول هذه المعركة إعلان آلاف موظفيها فى مؤتمر حاشد يوم السبت الماضى، إنشاء أول نقابة لهم، واختيارهم له رئيسا لها.

لم يعرف أبوعيطة يوما منذ مرحلته الجامعية فى السبعينيات الكلل فى الجهد من أجل قضية يؤمن بها، استضافته المعتقلات كثيرا بسبب قيادته المظاهرات بهتافاته المميزة ضد السلطة، وضد الوجود الإسرائيلى فى مصر،وحمله المتظاهرون على أعناقهم، ليس بوصفه محركا لهم فحسب، وإنما لمصداقيته التى تشع من روحه وتطفو على وجهه وكلامه، بالدرجة التى يشعر معها كل من يقابله أنه قطعة منه، يعززها بساطته ونزاهته، وخفة دمه وظله،وإيمانه المطلق بقضيته، وقدرته الفائقة على بث الأمل فى الآخرين، وأن الغد لهم سيجىء، ولهذا لم يبالغ الآلاف يوم السبت الماضى فى هتافهم: «كلمة وقالها أبوعيطة.. مش هانمشى جوه الحيطة».

بهذه الخلفية قاد كمال الآلاف فى معركة الضرائب العقارية العام الماضى، بأجندة مطلبية مشروعة،هى مساواة موظفيها بالعاملين فى الضرائب العامة، ومع تحديد الهدف وقدرة التنظيم الفائقة، ونظافة الاحتجاج، وعدم تشعب المعركة فى مطالب أخرى، استطاعوا إجبار الحكومة على قبول مطالبهم، وأعطى تحركهم درسا سياسيا وعلميا فى معنى الاحتجاج الجماعى، وقدرته على تحقيق الهدف، وفى تصورى أنه كان قدوة للاحتجاجات المطلبية، التى تفجرت فيما بعد كالمدرسين فى معركة الكادر، وأصحاب المعاشات حاليا وغيرهم، فالتحديد،والتجديد، والتنظيم، أقصر الطرق لنجاح مثل هذه المعارك.

يبقى بعد ذلك، ومن موقع التقدير والحب لكمال ومن معه فى معركتهم الشريفة، الانتباه الى أن أمامهم شوطا قانونيا طويلا فى الاعتراف بنقابتهم الجديدة، فى وقت يعز فيه على الحكومة موافقتها على أى شئ، يصب فى مصلحة الناس والتعددية، ومع الإيمان بأن كل الإنجازات الكبرى بدأت بالحلم والفكرة، فمن الضرورى أن يكون القائمون على أمر النقابة الوليدة، جاهزين بأسلحتهم الجديدة لتحويل الحلم الى حقيقة.

والمؤكد أن هذا ليس خافيا على كمال بوصفه رمز هذه المعركة النبيلة، المعركة التى جعلتنا نردد شعارا مع الذين رددوه: «كلمة وقالها أبوعيطة مش هانمشى جنب الحيطة».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة