سعيد الشحات

محمود عباس.. باى باى

الجمعة، 16 يناير 2009 02:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يبق للرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» من علامات الرئاسة سوى مقر فى رام الله، وحراسة تضرب له تعظيم سلام، وتقاليد برتوكولية أخرى يتذكرها كلما زاره أحد، باعتباره رئيس سلطة تقول أن لها علما ونشيدا، ووزراء ودواوين، وشرطة وطواقم موظفين.

لم يبق له غير ذكريات عن اتفاقيات، ومعاهدات قام بتوقيعها، أو مفاوضات مارسها علنا وسرا كاتفاقية أوسلو، وظن معها أنها ستحيله إلى صفحات التاريخ، باعتباره حرر أرضا، ليصنع عليها دولة، لكن الواقع أكد أنه لا أرض تم تحريرها، ولا دولة تم صنعها.

سار عباس من مناضل لا يرى تحرير الأرض إلا بالبندقية، إلى مفاوض بقلم وورقة، وأحضان دافئة مع الإسرائيليين، راهن فى البدء على إرادة شعبه، ثم تحول إلى الرهان على إرادة الآخرين، فكانت النتيجة قسمة الفلسطينيين إلى طوائف متناحرة.

لم يكن النضال الفلسطينى قبل عباس حكرا على فصيل واحد، وإنما كان النضال الذى يجسده رمز كبير ومعه رموز أخرى، تختلف كثيرا، لكنها تتفق على قتال الإسرائيليين من أجل تحرير الأرض، وحرمة اقتتال الإخوة الأشقاء، حتى لا يستفيد الأعداء، حدث هذا مع ياسر عرفات، الذى كان معه قامات فلسطينية أخرى، نازعته وناوشته كثيرا بالكلام، وأحيانا بالسلاح، لكن لعلعة البنادق كانت تهدأ بعد قليل، احتراما لمرجعية الهدف.

مع عباس رأينا الدم مباحا من إخوة الطريق، بقدر ما هو مباح من الإسرائيليين، ولا استثناء لأحد فى ذلك، حماس وفتح وغيرهما ممن مهدوا الطريق لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، فإسرائيل واصلت وحشيتها الحالية يوم أن استقلت غزة عن رام الله.

عباس إذن هو رمز للانقسام، ونموذج لمن قطف الثمار قبل الأوان، ورمز للقيادة التى حشرت نفسها فى الخيارات التى أدت إلى تراجع قضية التحرير، وفضلت علما ونشيدا، ومقرا لا تستطيع حمايته إلا بإرادة الاحتلال، فهل يجوز بعد ذلك الحديث عن إعادة انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية؟

السؤال لا يعنى الفلسطينيين فقط الذين شاهدوا رئيسهم كالبطة العرجاء، ولم يتبع حتى أحسن القول مع تساقط شهداء غزة يوما بعد يوم، وإنما يعنى الدول التى راهنت عليه فى قيادة المرحلة، فعليها الإقلاع عنه، والبحث عن قيادة جديدة تجمع ولا تفرق، وتلك نتيجة طبيعية لمحنة غزة، وإلا فالمذبحة الجديدة قادمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة