سعيد الشحات

فى مسألة النقاب

السبت، 10 أكتوبر 2009 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لا يكون النقاب زياً إسلامياً حسب رؤية بعض الفقهاء، وربما لا يكون زيا لائقا فى أماكن العمل والدراسة حسبما يرى البعض، وربما يكون وسيلة إخفاء لأشياء أخرى غير ما ينادى به الشرع، لكنه فى كل الأحوال يبقى اختياراً حراً من المرأة فى طريقة مظهرها وملبسها، وبالتالى إذا تم التعامل معه بوصفه الزى الذى لا يجب على المرأة ارتداؤه، نكون كمن يضع المرأة أمام اختيارات يجبرها الآخرون عليها، ومن هنا يكون الخطأ بعينه فى طريقة التعامل مع هذا الزى الذى أصبح موضع خلاف بين فقهاء الدين وغيرهم، لكن فى نفس الوقت لا يجب التسليم بمن يرون أنه الخلاص الحقيقى لأزمات المجتمع والمرأة جزء منه، فقبل أن يتسلل النقاب إلى مجتمعنا المصرى بشكله الحالى كانت المرأة فى قرانا وكفورنا ونجوعنا ترتدى زيها المحتشم.

فى ريفنا عاشت المرأة التى هى أمى وأمك، وأختى وأختك، حياتها بجوار رجلها، تعمل معه فى حقله المجاور لحقول أخرى يعمل فيها أيضا فلاحوها بزوجاتهم، وأبنائهم، ويتم ذلك فى كرنفال من ألوان الجلاليب المحتشمة للسيدات، فكل سيدة ترتدى زيها المحتشم الذى لا يظهر إلا وجهها فقط، ولم يطرق على تفكيرها أو تفكير رجلها، أن يحول زيها البسيط والمحتشم إلى نقاب يكون كالشكل الذى نراه الآن، كان ذلك يتم ببساطة، ووفقا لتقاليد اجتماعية لا تغرق نفسها فى التشدد الذى نرى البعض عليه الآن، فهل كانت أمى وأمك، وأختى وأختك، على خطأ ؟.

نحن أمام ثقافة تطرف، ودون اتهامات سطحية كالقول بأن من ينتقدون النقاب يريدون العرى والفحشاء فى المجتمع، نقول إن من يريد التمسك به فليتمسك، ولكن عليه فى نفس الوقت الخضوع للقوانين المنظمة لمؤسسات العمل، أو أى مؤسسات أخرى، فالمؤسسة التى ترفض النقاب لها الحق، والمؤسسة التى تقبله لها الحق أيضا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة