سعيد الشحات

نقابة المحامين ضد تاريخها فى أزمة مصر والجزائر

الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هدأت عاصفة الغضب بين مصر والجزائر، لكن الضجيج الذى صاحبها لا يجب أن يمر مرور الكرام، وإذا كان الفعل السياسى هو الذى سيقول كلمته فى الأيام القادمة، بمعنى قدرته على إصلاح الاعوجاج الذى هب فى العلاقة بين البلدين، فإن المطلوب الآن هو إجراء جردة حساب للقضية برمتها، وسؤال أنفسنا سؤالا جوهريا وهو، هل أوقات الغضب بمقدورها أن تصنع قرارات سليمة؟

السؤال مطروح خاصة على الذين تغلبت نفسية الغضب على تصرفاتهم دون أن يتوقفوا لحظة أمام الاحتمال الأقوى والأرجح، وهو أن نهاية المطاف لما حدث سيكون تغليب لغة المصلحة على لغة المشاعر، وحين يحدث ذلك سيتراجع من غضب، وسيطرح مبررات لغضبه ربما تسحب من رصيده ولا تضيف إليه.

الخلفية السابقة تقودنا إلى مطلب إجراء جردة الحساب، ليس على صعيد الأفراد وفقط، ولكن على صعيد بعض النقابات التى لم يكن تصرفها أثناء الأزمة على مستوى المسئولية، وتحديدا نقابة المحامين التى نظمت وقفة احتجاجية شارك فيها عدد قليل جدا من المحامين، وأمام مبنى النقابة حرق هؤلاء العلم الجزائرى فى مشهد بائس لا ينم عن تاريخ النقابة العريق فى تعاملها مع القضايا القومية.

شاهدنا أمام النقابة فى السنوات السابقة حشودا تتجمع لحرق العلم الإسرائيلى والأمريكى، وكان كل مواطن مصرى يجد قبلته فى هذه النقابة العريقة للتعبير عن "أضعف الإيمان" فى مواجهة الصلف الأمريكى والعدو الإسرائيلى، وفى هذا المسار لم نعرف فى تاريخ النقابة تظاهرة ولو بسيطة قامت بحرق علم عربى، كعلم الجزائر التى ساهمت مصر فى العمل على رفعه كتعبير عن الاستقلال والحرية.

والمفارقة فيما حدث فى نقابة المحامين أن نقيبها هو رئيس اتحاد المحامين العرب، وأبسط مقتضيات هذا المنصب، أن يقوم صاحبه وكما جرت العادة على بذل الجهود للم الشمل وقت الأزمات، ومعالجة الشروخ النفسية الناجمة عنها.

لكن تلك القيمة غابت عن السيد حمدى خليفة نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب، الذى وضع نفسه فى خانة التماهى مع لغة التحريض التى قادها البعض دون فهم، ونسى أن هذه النقابة فى ظل نقيبها الأسطورى أحمد الخواجة رفعت شعار: "ارفعوا مليون علم فلسطينى: "وذلك فى نفس اللحظة التى قرر فيها الرئيس السادات رفع علم إسرائيل فى مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

فعلها الخواجة يومئذ رغم أن المنطق يقول إنه كان هناك من المحامين والشعب المصرى من يؤيدون السادات فى مساره نحو إسرائيل، ولو اختار الخواجة وقتها مملاءة السلطة ونفاقها لما أقدم على شعار: "مليون علم فلسطينى فى سماء مصر".

ولأن حمدى خليفة لم يذاكر هذا التاريخ الناصع للنقابة، لم يصدر حتى بيان ناضج، يرفض فيه ما حدث، ويتم الرجوع إليه كسند تاريخى يتم الاستناد إليه وقت العتاب الذى يأتى كمقدمة لعودة المياه إلى مجاريها بين مصر والجزائر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة