سعيد الشحات

فليواصل الجنزورى دفاعه عن توشكى

الخميس، 12 فبراير 2009 08:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحق للدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق والمحترم أن يكسر صمته العام للحديث عن مشروع توشكى مدافعا عنه، ويحق له الافتخار بأنه ساهم فى تحويل بقعة صحراوية إلى رقعة خضراء يجب التوسع فيها.

أقول هذا الكلام، بعد زيارة سريعة إلى توشكى، تسبقنى إليها شكوك كبيرة حول جدوى مشروعها، الذى واجه عواصف هائلة من الانتقادات منذ بدايته، وتوزعت بين التشكيك فى جدواه الاقتصادية، وبين تسرع الدولة فى منح أراضيه إلى كبار رجال الأعمال بالدرجة التى أدت إلى عدم الالتحام الجماهيرى معه، واعتباره مشروعا قوميا بحق.

حين حطت أقدامنا فيه لم أكن أتوقع أن أرضا زراعية يمكن أن تنتشر فى هذه الرمال بالدرجة التى تزرع الأمل فى التوسع الزراعى والعمرانى، ربما تكون التكاليف هائلة، وربما يكون التخطيط فيه العديد من الثغرات، لكن تبقى القيمة الأكبر فى إرادة اقتحام الصحراء، والاستفادة من كل المساحات الشاسعة التى يمكن أن تضيف إلى مصر مستقبلا.

قبل توشكى كان الحديث عن اختراق النيل للصحراء دربا من الخيال، وبعده أصبح ممكنا، شاهدت آلاف الأفدنة التى تنتج محاصيل متنوعة من الخضراوات، وشاهدت نواة حقيقة لقيام مجتمعات عمرانية، واستمعت إلى أحاديث من مهندسين وفنيين عن قدرتهم على تحدى الصعاب، والعيش فى ظل مناخ قاس، بدأ ترويضه بفضل وجود البشر والمياه والحياة، ويؤلمهم كما قال لى المهندس على عبدالمجيد منوفى مدير المكتب الفنى لمشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى»، أن تكون الانتقادات بالدرجة التى يتم فيها تغييب الجهود الهائلة التى يبذلونها.

المشروع عنوان جديد لاختراق الصحراء، لكن الحكومات المتعاقبة تتحمل المسئولية فى عدم الالتحام الجماهيرى به، فبدلا من قيامها بعمل البنية الأساسية له وتوزيع الأرض على الخريجين، وتقديم التسهيلات لهم، منحتها برخص التراب إلى كبار رجال الأعمال، بالإضافة إلى الأمير السعودى الوليد بن طلال الذى تم منحه مائة ألف فدان لم يستصلح منها أكثر من ثلاثة آلاف فقط، ولذلك نظر العامة إلى المشروع على أنه ليس مشروعهم، وإنما مشروع حفنة قليلة أدمنت هذه الحكومات على إعطائهم بسخاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة