علا الشافعى

" واحد صفر" لوحة إنسانية فنية

الأربعاء، 11 مارس 2009 11:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مؤلفة فيلم "واحد صفر".. مريم ناعوم: "كان همى وأنا أعمل على إنجاز فيلمى الأول، أن أقدم شكلا سينمائيا متميزا وجديدا على السينما المصرية، من خلال فيلم تدور أحداثه فى أربعة وعشرين ساعة"، وهو ما نجحت فيه مريم بجدارة حيث استطاعت رصد عدد من النماذج الإنسانية المتباينة، والتى تنتمى لشرائح مختلفة وتتداخل وتتوازى خطوطها الدرامية بدءا من نيفين السيدة الارستقراطية المسيحية، التى ترغب فى الحصول على ترخيص بالزواج للمرة الثانية من الكنيسة، وانتصار"البلانة أو الحفافة" التى تجسد أيضا دور والدة أحمد الفيشاوى "صبى الكوافير"، والذى يرغب فى تأسيس محله الخاص، ونيللى كريم فى دور الفتاة البسيطة، التى تقوم بإعطاء الحقن، وفى نفس الوقت هى شقيقة زينة التى تعمل مطربة فيديو كليب بعد أن تمردت على حياتها الفقيرة فى رغبة منها لمساعدة أهلها، ومحاولة انتشالهم من الفقر دون أن تملك موهبة حقيقية سوى قدرتها على "هز مؤخرتها"، واستعراض جسدها، وخالد أبو النجا المذيع المشهور، الذى يرتبط بعلاقة خاصة مع "نيفين".. ويلتقى "نينا" فى إحدى حلقات برنامجه، وغيرها من الشخصيات التى تتداخل وتتقابل مسارات حياتها فى ذلك اليوم، الذى يتصادف أنه يوم مباراة النهائى فى كأس الأمم الإفريقية بين "مصر والكاميرون"، ورغم أن كل منهم يعانى أزمته الشخصية وتتصاعد مأساوية الواقع الذى يعيشونه سواء من يسكنون العشوائيات أو الأماكن الراقية..

أجادت "مريم" نسج تلك العلاقات، واستطاعت المخرجة كاملة أبو ذكرى تحويل تلك العلاقات وذلك النسيج الدرامى إلى صورة درامية شديدة الثراء والصعوبة فى آن واحد، خاصة لكثرة المشاهد الخارجية فى الفيلم بشوارع وحوارى مصر، وهى المشاهد التى سيطر فيها الحس التسجيلى على أحداث الفيلم، وبدا أن الكاميرا محمولة فى أغلب هذه المشاهد لتعكس أكثر حالة الإحساس بالخنقة والضيق والأزمة التى تعيش فيها شخوص العمل.. إضافة إلى الدرجات اللونية التى لجأت إليها مديرة التصوير نانسى عبد الفتاح، وساعدت على تكثيف الإحساس باللهاث الذى تعانى منه أغلب شخصيات الفيلم فى صراعها مع الحياة، توازى مع كل تلك القطعات المونتاجية السريعة.

والفيلم يشبه قطعة فنية من الحياة بلغت ذروتها فى آخر مشهدين فى الفيلم والقطع مابين كل شخصيات وأبطال الفيلم، وهم يشاهدون لحظة الانتصار التى حققها المنتخب القومى، لحظة تحقيق الانتصار بواحد صفر حيث تماهى الجميع فى تلك اللحظة الإنسانية، رغم أن أزماتهم ما تزال قائمة، وخطوط الحياة ماتزال مفتوحة بالنسبة لهم.. وإذا كان فيلم واحد صفر قد ضم الكثير من العناصر الفنية المتميزة إلا أن من أهم العناصر التى لا نستطيع إغفالها أيضا التمثيل، بدءا من إلهام شاهين ونيللى كريم وزينة وأحمد الفيشاوى ولطفى لبيب وانتصار، وحتى الوجوه الجديدة مثل "حسن جامايكا" الذى جسد دور الشاب المرتبط عاطفيا بنيللى كريم، وحتى الطفل كامل أشرف. فيلم واحد صفر من الأفلام المختلفة والمميزة فى السينما المصرية، رغم كل من يحاولون النيل منه واتهامه بالإساءة للعقيدة المسيحية، لأنه فى ظنى أن صناع العمل كانوا مهمومين أكثر برصد حالة أو حالات إنسانية خالصة من لحم ودم تشبهنى وتشبهك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة