سعيد الشحات

تيفود البرادعة يبحث عن نائبى القناطر

الخميس، 06 أغسطس 2009 09:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر ما يلفت النظر فى تيفود البرادعة، هو أنه أصاب أهالى قرية تنتمى إلى دائرة القناطر الخيرية بالقليوبية، ووضع الدائرة فريد من نوعه فى حياتنا البرلمانية، فهى محرومة من التمثيل البرلمانى منذ عام 2005 أى دائرة بلا نواب يتحدثون عن مشاكلها تحت القبة ولدى الأجهزة التنفيذية.

فى عام 2005 اختار الشعب المصرى نوابه، لكن خمس دوائر تم حرمانها من هذا الحق الطبيعى، على أثر نزاعات قضائية بين مرشحى الوطنى والإخوان، ولجأت وزارة الداخلية إلى حيلة تقديم الاستشكالات حتى تضمن تجميد الانتخابات وتريح نفسها من هذا الملف برمته حتى لا تقع الواقعة ويرفع الإخوان تمثيلهم العددى فى البرلمان، ورغم إجراء الانتخابات فى معظم هذه الدوائر، فلم يتبق منها تقريبا سوى دائرة القناطر، التى كان الإخوان فيها على وشك الفوز بمقعد الفئات على حساب نائبها رجل الأعمال منصور عامر.

دائرة القناطر بهذا الوصف خارج التصنيف البرلمانى منذ أربع سنوات، دون أن ترى الحكومة أى ضرر فى ذلك، ودون أن يهتز لها جفن، وتبريرها جاهز فى كل الأحوال بدءا من عدم الجاهزية الأمنية وانتهاء بحيلة الاستمرار فى النزاعات القانونية، حتى جاءت أزمة التيفود الأخيرة، ومعها لم يجد أهالى القرية، وباقى الدائرة من يعبر عنهم شعبيا فى محنتهم الحالية والسابقة واللاحقة طالما تم الإبقاء على هذا الوضع، ولن نبالغ ونقول مثلا إن كارثة التيفود كانت لن تعرف طريقها إلى البرادعة لو كان للدائرة نائباها المنتخبان، لكن على الأقل ربما وجودهما كان سيدفع الأهالى إلى نقل أى قصور فى إنشاء المشروعات إليهما، مما يساعد مبكرا عبر وجودهما فى البرلمان فى كشف أى تجاوزات مثل التى قيلت فى مشروع شبكة مياه الشرب فى البرادعة والذى أدى إلى وقوع مصيبة التيفود، فوجود النائب ضرورى كحلقة وصل بين من يمثلهم وبين الجهات التنفيذية، ووجوده ضرورى أيضا للسعى وضع الدائرة على خريطة المشروعات الخدمية التى تقدمها الحكومة فى ميزانية كل عام.

سألت بعض أبناء دائرة القناطر القريبة من دائرتى (طوخ)، عما إذا كان عدم وجود نائبين فيها قد أثرا بالسلب عليهم وعلى أحوال الدائرة، فقطعوا فى الإجابة بأن غيابهما أثر بالفعل، وضربوا أمثلة عديدة على ذلك، من ضمنها أنهم يضطرون كثيرا إلى اللجوء لنواب الدوائر القريبة لقضاء خدماتهم، بالإضافة إلى أن صوتهم البرلمانى غائب فيما يخص مجمل القضايا، وقالوا أيضا إن نائبها السابق منصور عامر يقدم خدمات متنوعة فى محاولة لملء مقعدى البرلمان الشاغرين، لكنه يفعل ذلك بمبادرات شخصية وليس بوصفه نائبا برلمانيا، فيما يعنى ذلك وحسب رأى من تحدثت معهم، أن عامر الذى كان ينافسه مرشح الإخوان، لم ينفصل عن الدائرة وإنما تواصل معها، والدليل ما قام به من توفير فناطيس المياه لأهالى البرادعة، وكذلك القافلة الطبية التى أرسلها إلى القرية، وبالتالى فإن الحزب الوطنى أصبح فى وضع أفضل من ناحية مرشحه الطبيعى فى الدائرة، فلماذا يبقى الوضع كما هو إلا إذا كانت الأجهزة الأمنية لديها رؤية أخرى، ولديها من الأدلة التى تثبت استمرار نفوذ الإخوان فيها، وبالتالى تخاف من إجراء الانتخابات.

لم يكن عدم تمثيل دائرة القناطر فى مجلس الشعب هو اللافت فقط فى قضية تيفود البرادعة، وإنما كان غياب التواجد الحزبى ملفتا أيضا، فالبرادعة لا يفصلها عن مقرات أحزاب المعارضة الرئيسية الموجودة فى القاهرة أكثر من عشرين كيلومترا تقريبا، ومع ذلك لم تفكر أى قيادة حزبية فى الذهاب إلى القرية لاستطلاع الأمر على الطبيعة، ليس هذا فحسب بل إن أيا من هذه الأحزاب لم تفكر فى تنظيم قافلة طبية مثلا لمساعدة المرضى، والخلاصة أن تيفود البرادعة فضح القصور فى حياتنا السياسية، فالحكومة وحزبها الوطنى يستمتعان بحرمان القناطر من انتخاب نوابها، وأحزاب المعارضة تستمتع بالجلوس على مقاعدها فى القاهرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة