سعيد الشحات

مجد الانتصار على العدوان الثلاثى عام 1956

الجمعة، 01 يناير 2010 11:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل 53 عاما كتبت مدينة بورسعيد ومعها الشعب المصرى واحدة من التجليات العظيمة فى المقاومة الشعبية ضد عدوان فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، وهو العدوان الذى عرف تاريخيا باسم العدوان الثلاثى.

وحتى لا تتوه الحقائق التاريخية، هناك أحداث فى التاريخ لا ينفع معها النظرة الضيقة التى تنطلق من حب أو كره قائدها السياسى، فلا يجوز مثلا أن يكون كره الرئيس الراحل أنور السادات مبررا لأن نطرح من تاريخه أنه صاحب قرار حرب أكتوبر عام 1973، وبهذا المعيار لا يجوز أن تخضع معركة مجيدة مثل معركة 1956 لنوع من تصفية الحسابات مع قائدها جمال عبد الناصر.

كانت 1956 ملحمة وطنية وقومية بكل المقاييس، وكانت بدء غروب الشمس عن الإمبراطورية البريطانية التى كانت تعرف حتى انتهاء المعركة بأنها الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس، سجلت المعركة نموذجا للإرادة الوطنية فى التصميم على تأميم قناة السويس وعودتها إلى السيادة المصرية، بعد أن ظلت منذ حفرها تخضع للسيادة الفرنسية ثم البريطانية وكانت دولة داخل الدولة.

وسجلت نموذجا فى التصميم على بناء السد العالى الذى رفضت تمويله أمريكا والبنك الدولى، فكان قرار عبد الناصر بأننا سنبنى السد بالفؤوس والمقاطف، وسجلت نموذجا فى التصميم على التواصل فى مساندة ثورة الجزائر للاستقلال من الاستعمار الفرنسى، وسجلت نموذجا فى التصميم على المقاومة الشعبية فكانت بورسعيد شعلة ضوء فى الصمود، وأخيرا كانت نهاية عصر الإمبراطورية البريطانية، والمفارقة فى كل ذلك أن الوثائق التى ظهرت فى الغرب عن هذه المعركة المجيدة تؤكد كل ما يمكن ذكره عن اعتبارها واحدة من الأمجاد الكبرى فى التاريخ العربى.

وبرغم الاعتراف الغربى، هناك من لا يعجبه العجب، ويتعامل مع اللحظات المشرقة فى تاريخنا وكأنها ظلام دامس، مدفوعين فى هذا النهج بأحقاد أخرى تعمى الأبصار، وهم فى ذلك يفسرون التاريخ على مزاجهم الخاص، ولا يتورعون مثلا عن اعتبار الانتصار على العدوان الثلاثى هزيمة عسكرية، وبالتالى هو هزيمة شاملة، وأن الإعلام هو الذى حول الهزيمة إلى نصر، هم يقولون ذلك ويخفون تحت ثيابهم كل الوثائق الغربية التى تؤكد هزيمة العدوان الثلاثى، ويتجاهلون أن الحروب فى مجملها تعبر عن أهداف أمم، وأن خسارة هذه الأهداف هى الهزيمة بحق، حتى لو لم يمت جندى واحد فى الميدان، وأن النصر يقاس بتحقيق الهدف من وراء الحرب حتى لو ذهب الآلاف كضحايا، فالحروب لا تدار بالشوكة والسكينة منذ بدء التاريخ البشرى.

استبسلت بورسعيد ومعها الشعب المصرى فكان النصر، وحسنا ما فعله الرئيس مبارك بزيارته الأخيرة لبورسعيد الباسلة فى يوم النصر، والمفارقة أن حزب الوفد الذى يناصب العداء لثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر توجه رئيسه محمود أباظة إلى بورسعيد، وكما قالت جريدة الوفد فى عددها يوم الأربعاء الماضى، للاحتفال بذكرى الانتصار على العدوان الثلاثى، والخبر بهذه الصياغة يعنى الكثير لكل الذين مازالوا يقفون على ناصية العداء لجمال عبد الناصر وكل ما فعله، بما فى ذلك قيادته لأمته فى حرب 1956 المجيدة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة