سعيد الشحات

الحوار العربى التركى

الخميس، 11 نوفمبر 2010 01:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كتابه القيم "الحوار العربى التركى.. حول قضايا الإسلام فى آسيا الوسطى"، يأخذنا الصديق الدكتور مجدى زعبل إلى منطقة بلاد ما وراء النهر التى أصبحت بفضل دخول الإسلام إليها قبلة المجد لشعوبها ومصدر النور الذى تأسست على هديه حركة علمية فذة أضاءت الشرق كله، وفاضت إلى الدنيا بأسرها ستة قرون كاملة، ثم انزوت بفعل الاستبداد الداخلى الذى أضعف الأمة وهيئها للاستعمار الخارجى.

عاش الدكتور مجدى زعبل فى جمهورية أوزبكستان مديراً للمركز الثقافى المصرى هناك من عام 2005 حتى عام 2008، وفى هذه البقعة المضيئة فى تاريخ حضارتنا الإسلامية عاش على عتبات سمرقند عاصمة الدنيا فى زمن مضى، وحاضرة الشرق الجميلة ومكمن أساطيره الكبرى، يقول الدكتور مجدى فى مقدمة كتابه: "كنت دائما هناك أحاول بشوق حقيقى فك أسرار هذه المدينة الآسرة التى سكنت قلوب ملايين من البشر دون أن تطأها قدمهم، وكأنها حلم مراوغ بعيد المنى، وكلما جاء الأدباء والشعراء وكتبوا كلما ازدادت سمرقند جمالا وغموضا وتمنعا".

يتتبع الكتاب الصادر عن دار نشر "جزيرة الورد" رحلة النور لهذه المنطقة عبر جهد بحثى رصين لمجموعة من العلماء، أتراك وعرب وأوزبك، ضمهم مؤتمر دولى فى أوزبكستان بمناسبة الاحتفال بطقشند عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2007، وتؤكد الأبحاث على أن نهضة الشرق تأسست على حرية الإبداع والفكر، واستخدام سلطان العلم بكل ما يمثله من سلامة الحجة وقوة البرهان، ومن خلال الكتاب نعرف فكر ورؤية علماء أتراك، وهم ينهضون بالتنظير للفكر والفلسفة الإسلامية، يأتى ذلك فى الوقت الذى تنهض فيه تركيا فى دورها الإقليمى بالديمقراطية والعلم.

من المفيد أن تقرأ دراسات الكتاب كاملة لتنوعها، ومنها دراسة الدكتور مجدى زعبل: "الطريق إلى آسيا الوسطى.. استئناف الدور"، والذى ينطلق فيه من أن معظم النابهين من أمتنا الإسلامية عبروا واستوعبوا معنى الأمن القومي، حين وقفوا على حدود الجغرافيا واتسعت رؤيتهم لقراءة التاريخ، وأدركوا جميعاً من رمسيس الثانى إلى جمال حمدان مروراً بمحمد على وجمال عبد الناصر وغيرهم أن أمن الوطن يبدأ من دوائر أبعد بكثير من حدود الجغرافيا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة