سعيد الشحات

ارحموا المرضى برحمة العلاج على نفقة الدولة

الأربعاء، 03 مارس 2010 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو تذكر الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة فى مصر، واقعة تصفيق وهتافات الناس لوزير الصحة الأسبق الدكتور إسماعيل سلام يوم إقالته، لعرف أن الباقى فى سيرة وتاريخ أى مسئول هو ما يفعله فى صالح هؤلاء البسطاء.

كان هؤلاء الناس الذى صفقوا وهتفوا لإسماعيل سلام موجودين بالصدفة فى المجالس الطبية لاستخراج قرارات علاج على نفقة الدولة، والتى شهدت عهدها الذهبى مع الرجل، وحين علموا بأنه يلملم حاجاته من الوزارة لمغادرتها، صفقوا وهتفوا تلقائيا، ووضعوا أيديهم على قلوبهم ترقبا ممن سيأتى بعده.

القصة السابقة بما فيها من دلالات وعبر تحملنا إلى حيث المعاناة الرهيبة التى يتكبدها حاليا المرضى الذين لا يملكون ثمن الدواء، وكانوا يجدون فى نظام العلاج على نفقة الدولة متنفسا لهم، وتلبية نسبية من الحكومة لبعض واجباتها، لكن فجأة ودون سابق إنذار أصبح هذا النظام محل إدانة لأن المسئولين اكتشفوا أن هناك مافيا من موظفى وزارة الصحة تتاجر به.

وبين جدل الحكومة ممثلة فى وزير الصحة، ونواب البرلمان الذين هم فى العادة الوسطاء بين المرضى والجهات المعنية باستخراج القرارات، أقول بين هذا وذاك نشاهد منذ أيام مهزلة بكل المقاييس فى القضية، مهزلة كان أكثر مشاهدها بؤسا التعليمات التى أعطاها الدكتور محمد عابدين رئيس المجالس الطبية بقطع التيار الكهربائى أمس عن الأجهزة التى تستخرج هذه القرارات، واعترف الدكتور عبد الحميد أباظة مستشار وزير الصحة للشئون البرلمانية بذلك لتفادى حظر المبلغ المتفق عليه يوميا لإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة.

هى مهزلة بكل المقاييس يدفع المرضى الفقراء وحدهم ثمنها، فهؤلاء المرضى وجدوا نفسهم فى العراء منذ انهيار نظام العلاج المجانى فى المستشفيات العامة ووجدوا أنفسهم فى العراء منذ ارتفاع ثمن الأدوية بالدرجة التى لا يستطيعون معها مواجهة نفقات العلاج، وجدوا أنفسهم فى العراء لأن الدولة لم توفر نظام تأمين شاملا للعلاج، وأمام كل ذلك لم يبق غير نظام العلاج على نفقة الدولة، فلماذا يتم القضاء عليه بهذا الشكل قبل وضع نظام آخر بديل، حرام على كل المتسببين فى هذه الكارثة التى سيكتشف المريض معها أنه لا يوجد أمامه غير القبر بديلا لمعاناة المرض.

ما يحدث الآن فى مسألة إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة مهزلة بكل المقاييس، مهزلة تضع الحكومة أمام مساءلة تستحق عليها الإقالة الفورية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة