سعيد الشحات

فى "رحيق العمر" لجلال أمين (3 )

أسرار يحكيها الأبناء بعد أن رفضها الآباء

الإثنين، 12 أبريل 2010 12:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت فى اليوميين الماضيين عن تعارفى بالشقيقين الدكتور جلال أمين، والسفير حسين أحمد أمين، وكيف ربطتنى هذه المعرفة بتاريخ والدهما المفكر الرائع أحمد أمين، وقلت ذلك كمقدمة لما رأيته فى الكتاب الرائع للدكتور جلال أمين: "رحيق العمر"، الصادر عن دار الشروق آواخر يناير الماضى، والكتاب يعد استكمالا لسيرة جلال أمين التى كتبها بعنوان: "ماذا علمتنى الحياة؟"، وصدرت عن نفس الدار منذ ثلاث سنوات.

فى مقدمة "رحيق العمر" يشير جلال أمين إلى نقطة هامة حول المقارنة بين زمن والده، وزمننا الحالى، وذلك من زاوية تقبل المجتمع لأدب السيرة الذاتية، وتقبل صاحبها لاقتحام المناطق الشائكة فى سرد السيرة، بمعنى احتوائها على أكبر قدر من الصراحة، والمعروف أن أحمد أمين من أهم أبناء جيله الذين اقتحموا أدب السيرة الذاتية بكتابه "حياتى"، كم أن جلال أمين تحدث عن بعض الخصوصيات فى العلاقة التى جمعت أبيه بأمه، وذلك فى كتابه:"ماذا علمتنى الحياة؟"، وأثار هذا انقساما، فبينما لم يرحب البعض به، ذهب آخرون إلى الترحيب الكبير بهذا النهج الذى لا يخرج فى مضمونه عن القيم النبيلة فى كتابة السيرة الذاتية.

يقول جلال أمين فى مقدمة "رحيق العمر": "لقد مرت 57 سنة بين نشر كتاب أبى "حياتى" ونشر كتابى "ماذا علمتنى الحياة؟"، وهى مدة طويلة طرأت خلالها تغيرات كثيرة على الحياة الاجتماعية فى مصر، كان من شأنها أن تجعل بعض ما كان مستحيلا ممكنا، وبعض ما كان ممكنا مستحيلا، كما تغيرت فيها الأذواق فجعلت بعض المكروه مستحبا، وبعض المستحب مكروها، كان أبى وهو يكتب كتاب "حياتى" يعتبر من غير الملائم بتاتا الإطالة فى الحديث عن الحب، أو عن أى شئ يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة، كان أقصى ما سمح لنفسه بذكره مما يتعلق بشعوره بالحب فى أى فترة من حياته، ما ذكره عن شعوره نحو السيدة الانجليزية التى كانت تعطيه دروسا فى اللغة الإنجليزية فى مقابل إعطائه لها دروسا فى العربية، كانت جميلة ولكنها كانت أيضا متزوجة وسعيدة فى زواجها، وقد شعر نحوها بالحب، لكن لم يعبر عن ذلك فى كتاب "حياتى" إلا بطريقة ملتوية للغاية؟.

يضيف الدكتور جلال، أن الباحث القدير فى الإسلاميات والأدب العربى الأستاذ إحسان عباس، كان تلميذا لوالده، وقام الوالد فى آواخر عمره بإملاء عليه بعض ما يكتب، ومما أملاه عليه الفصل الآخير من "حياتى"، وطلب منه الوالد أن يذهب بالكتاب وهو مخطوطة الى الدكتور زكى نجيب محمود ليقول رأيه فيه، وذلك بدافع ان زكى نجيب محمود هو أكثر إطلاعا على أدب السيرة الذاتية الذى يكتب فى الغرب، يضيف جلال أمين ان زكى نجيب محمود بعد أن قرأ ما كتبه أحمد أمين أبلغ إحسان عباس الرسالة التالية: "الكتاب جيد، ولا يعيبه إلا أنه ليس فيه أى شئ عن الحب والمرأة"، يقول جلال أمين أنه لما وصلت الرسالة إلى والده، كانت إجابته:"معه حق"، وأملى إحسان عباس فقرة قصيرة جدا يقول فيها: "أحببت وأنا فى الخامسة عشرة ابنة جارة لنا، والتهبت عاطفتى فأرقت كثيرا وبكيت طويلا، وكل ما كان من وصال أن أجلس أنا وهى على كرسيين أمام دارها نتحدث فى غير الغرام، فلما وسوس الشيطان لأبيها حجبها عنى، وشقيت زمنا بذلك ثم سلوت".

هذه القصة يحكيها جلال أمين فى كتابه، ويخرج منها بأن الكلام عن الحب الآن لم يعد محظورا كما كان الحال فى زمن أبيه ( 1950 )، وبقدر ما يحمل هذا القول من مصداقية فإنه يؤهلنا أيضا لقراءة سيرة ذاتية لجلا ل أمين فيها أسرار كثيرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة