سعيد الشحات

كيف قتلت سهام طفلها؟!

الأربعاء، 30 يونيو 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لم أنظر إلى رجائه لى بعدم قتله، نعم الفقر والاحتياج حولا قلبى إلى حجر"، "خشيت على ابنى من البهدلة والفقر فقررت قتله"، "الفقر وحده هو الذى دفعنى للتخلص من ابنى"، "كنت أحلم بأشخاص يأتون لى فى المنام ويحرضونى على الرذيلة للتغلب على الفقر، وطردت هذه الهواجس بقتل ابنى".

"عدم إكمال ابنى لدراسته، هو أكثر شىء أثر فى، كنت أتمنى أن يكون له مستقبل باهر مثل خاله الذى يشغل مركزا مرموقا فى إحدى الوزارات"، "الفقر وحده هو الذى دفعنى للتخلص من ابنى"..
ا
الأم سهام نالت قسطا ليس قليلا من التعليم، هى حاصلة على الثانوية العامة، وتزوجت من محام ثم طلقها بعد ثلاثة شهور، وفى أحشائها طفل، المؤكد أنها كأى أم حلمت أن يكون سندها فى الدنيا، حملته فى أحضانها كما قالت فى التحقيقات ودارت من مكان إلى آخر هربا من الفقر حتى وصلت إلى محافظة الشرقية، وأقامت فى قرية ظنا منها أن المصاريف ستكون بسيطة، لكنها لم تستطع العيش أيضا، ومن يوم إلى يوم، ومن مكان إلى آخر، واصل الفقر مطاردته لها حتى هزمها، لكن الهزيمة هنا عبارة عن مأساة من نوع يقف الإنسان أمامه عاجزا عن تفسيرها..

فلا الأب رق قلبه لابنه وأنقذه من مرارة الفقر، ولا الخال الذى يشغل موقعا مرموقا فى إحدى الوزارات تكفل بابن الأخت، ومعهما لم تجد سهام فرصة للعمل توفر لها أدنى مطالب المعيشة، والمسئول عن ذلك حكومات متعاقبة طبقت سياسات قاسية على سهام ومن على شاكلتها، ففى سنوات ليست بعيدة كانت شهادة الثانوية كفيلة بأن يعمل حاملها فى أى مصنع أو مؤسسة حكومية، وقت أن كانت فرص العمل متاحة للجميع، ويحصل عليها من يسعى إليها بجهد لا يشمل على رشاوى ومحسوبية.

مأساة سهام وطفلها، تعبر عن مأساة اجتماعية فادحة، أبرز ما فيها أن التكافل الاجتماعى لم يعد موجودا كما كان من قبل، فالمعروف أن الأهل والأقارب كانوا سندا فى مثل الظروف التى عاشت فيها سهام، لكن لم يعد الأمر الآن كما كان..

حين تنظر إلى صورة سهام، وصورة طفلها الذى قتلته، ستبقى حيرتك معلقة بين السماء والأرض، وتسأل ألف مرة .. من قتلها قبل أن تقتل طفلها؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة