إبراهيم عبد المجيد

العشوائيات.. وكافيه الزمالك!!

الإثنين، 10 أكتوبر 2011 09:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأعوام طويلة ظل علماء الاجتماع فى مصر، والمحللون السياسيون يقولون إن الثورة لن تحدث فى مصر، لكن ستحدث ثورة للجياع وفوضى يثيرها سكان العشوائيات التى صارت تحزم المدن المصرية، الذين سيهجمون، لو حدث ذلك، على المدن الجديدة والمنتجعات السياحية ومساكن الصفوة الحاكمة ومن يرتبط بها من أغنياء ولصوص.

وكانت ثورة 25 يناير على عكس كل توقع. دعا إليها فى البداية شباب الطبقة المتوسطة التى قيل إنها انقرضت وانضمت إليهم كل فئات الشعب التى عانت وتعانى من النظام الديكتاتورى اللص، الذى دمر الحياة، ودمر الثورة. لم يحدث أن استغل سكان العشوائيات الظروف ونزلوا يهجمون على الأحياء الراقية وغير الراقية. على العكس انضم الكثيرون منهم إلى الثورة ورفعوا شعاراتها السلمية، وكانوا وقودها الحقيقى وبالذات منذ يوم 28 يناير، وهو اليوم الذى شاهد الحشود الضخمة تأتى من بولاق الدكرور وفيصل والزاوية الحمراء والوايلى وغيرها من الأحياء الفقيرة، التى تركت لقدرها وفيها كل المشاكل.

شهدت أيام الثورة الأولى سرقات كثيرة من المولات وغيرها، وشهدت عصابات لقطع الطريق وسرقة السيارات.. واتضح دائمًا أن وراء ذلك مجرمين يقودهم رجال من أمناء الشرطة ويشتركون معهم. وهكذا كان البلطجية الذين تعاونوا من قبل مع وزارة الداخلية، تستعين بهم فى الانتخابات والمظاهرات، هم الذين يسرقون ويهاجمون خلق الله. لم ينزل أبدًا سكان العشوائيات إلى الشوارع يهاجمون الناس وممتلكاتهم، كما حذرت كل الدراسات وكل السياسيين.. والسؤال هو: لماذا لم تنفجر العشوائيات فى ثورة جياع حتى الآن؟ الإجابة بسيطة، وهى أنهم رأوا شباب الأمة يثورون من أجلهم، ومن ثم انضموا إلى شباب الأمة، واستغل الإعلام والنظام أشكال بعضهم أو ملابس بعضهم ليقول عن اعتصامات التحرير إنها اعتصامات للبلطجية.

بينما الحقيقة أنهم فقراء، هكذا شاءت ظروفهم، وهكذا توقف تعليمهم، لكنهم حين التحقوا بالثورة صاروا مثل مطلقى شرارتها سلميين ومحترمين، وتركوا البلطجة للبلطجية والمتعاونين مع الشرطة. يستحق سكان العشوائيات التحية وقد تحملوا كل هذا الظلم فى حياتهم، ثم شاركوا فى الثورة ولم يقوموا بالتخريب. أجل يستحقون التحية.

كافيه مكس:
بعيدًا عن العشوائيات كأماكن، فاجأتنى عشوائيات السلوك فى مقهى جديد بالزمالك بشارع 26 يوليو. كان فى االأصل مقهى تعارفنا عليه دائمًا بالقهوة النوبية. جلست على هذا المقهى النوبى كثيرًا جدّا كما جلست على مقهى عمر الخيام الأشهر منذ كان كبيرًا ثم انقسم إلى محل حلوانى ومقهى. أنا وغيرى كثيرون يحبون الجلوس إذا ذهبوا إلى الزمالك على هذه المقاهى الشعبية النظيفة.

لكن فجأة تغير شكل المقهى النوبى، واتضح أنه بيع لأحد المستثمرين. تم تجديد واجهته واستبدلت مقاعده بمقاعد جديدة، ولأنه فى الأصل مقهى صغير جدّا من الداخل فالجلوس دائمًا على الرصيف. الرصيف، وما أدراك ما الرصيف. أمامك شارع 26 يوليو بصخبه، وفوقك كوبرى 15 مايو بصخبه، وحولك تلوث عظيم من عوادم السيارات وأصواتها. لكن مادمت تعودت فلا بأس، وخاصة ليلاً فى الصيف. جلست على المقهى الجديد وقدم لى المنيو الجلدى بالأسعار، فوجدت الشاى ب 17 جنيهًا تقريبًا.. لكن كنت مضطرّا للجلوس بعد أن شاركت فى ندوة بساقية الصاوى لأن من معى لا يستطيع السير مسافات طويلة، وقبل أن أطلب فاجأنى الشاب النادل بأن هناك مينيمم تشارج، يعنى حد أدنى للطلبات، وهو خمسون جنيهًا، بدوت كمن أصابته صاعقة. خمسون جنيهًا للفرد كحد أدنى؟! «كده مرة واحدة»، وسط كل هذا التلوث، وعلى الرصيف.. أنا لست فى الهيلتون مثلاً، ولا ماريوت. أنا فى قارعة الطريق، وبين التلوث العظيم. من الذى يحدد أسعار المقاهى؟ ومن الذى يقرر متى يستخدم المينيمم تشارج؟ وزارة الاستثمار أم التموين أم الحى؟ من يترك أصحاب مثل هذه المقاهى للعشوائية فى السلوك؟ هذه ليست حرية رأسمال، لكنها نطاعة رأس المال. أليس كذلك؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed

ايه التخريف دا؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

رامى

نفس الشئ حصل فى الاسكندرية بمحطة الرمل بتحويل مفهى الوادى الى -la valle-

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة