مستقبل مشروع خالد عودة

من أجل المستقبل، ورحمة بمصر، وحتى لا تتوه الحقائق، مما يفقدنا الثقة فى كل شىء، أتمنى من كل وسائل الإعلام ألا تترك ما أعلنه عالم الجيولوجيا الدكتور خالد عودة باكتشافه ما يقرب من 4 ملايين فدان صالحة للزراعة فى الصحراء الغربية، اعتمادا على المياه الجوفية، وخاصة بعد ظهور آراء مضادة تشكك فى هذا الاكتشاف.

كتبت عن هذا الاكتشاف فور إعلان الدكتور محمود عمارة عنه قبل أسبوعين فى برنامج ناس بوك للإعلامية الكبيرة هالة سرحان، ثم بعد إعلانه من الدكتور خالد عودة فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى، وتصورت أننا أمام حقائق علمية جديدة تقودنا نحو مستقبل موعود، إلا أن وزارة الرى سارعت بإصدار بيان حول ذلك تحدثت فيه عن أن المياه الجوفية التى يعتمد عليها الدكتور خالد عودة فى اكتشافه غير متجددة، وبالتالى لا يمكن السحب منها من أجل الزراعة، وقالت إن هناك ما يشبه مجلسا لتنظيم هذه العملية بين الدول المشاركة فى هذه المياه، تعقد اجتماعاتها بصفة غير دورية، وتجتمع فقط كلما فرضت الضرورة، والمثير أن وزارة الرى قالت إن المياه غير متجددة فى المنطقة، فى حين أكد خالد عودة أنها متجددة، أى أننا أمام وجهتى نظر، واحدة رسمية، والثانية لرجل يبحث وينقب، وكان معه فى جولته فى المناطق المستهدفة بالبحث وزير الزراعة السابق الدكتور أيمن أبوالحديد، أى كانت هناك جهة رسمية تتابع الموقف برمته.

قبل هذا البيان، استضافت الإعلامية هالة سرحان فى برنامجها الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه والأستاذ بجامعة المنوفية، فى مواجهة مع الدكتور خالد عودة، وشكك شحاتة فيما ذهب إليه عودة، ورغم أنه سلم بصلاحية نحو أكثر من 650 ألف فدان للزراعة فى المنطقة، لكن بدا منطقه المشكك فيما ذهب إليه عودة غير متماسك، كما بدا أننا أمام صراع فى تخصصين، واحد للمياه يمثله الدكتور مغاورى، وآخر للجيولوجيا يمثله الدكتور خالد.

وحتى لا يبدو الأمر أننا ودون تخصص ننحاز إلى طرف دون آخر، فلماذا لا تكون هناك كلمة جازمة فى هذا الموضوع، يدلى فيه علماء موثوق فى كفاءتهم مثل الدكتور رشدى سعيد عالم الجيولوجيا العالمى، والدكتور فاروق الباز، خاصة أن ما جاء فى كلام مغاورى شحاتة حول صلاحية أكثر من 650 ألف فدان يرجح ما ذكره الدكتور خالد عودة.