ناصر عراق

الجنزورى... والعودة إلى عصر الديناصورات!

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 10:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بتعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيساً للوزراء الجمعة 25 نوفمبر، يثبت المجلس العسكرى مرة أخرى أنه محروم من نعمة الإحساس بنبض الشارع المصرى، وأنه لا يعرف حتى هذه اللحظة أن هناك ثورة اندلعت فى مصر قبل عشرة أشهر كاملة أطاحت رأس النظام وطردته من عرين الرئاسة.

كما أن استرداد رئيس وزراء كان الرجل الثانى فى عهد مبارك قبل 15 سنة يؤكد أن المجلس العسكرى لا يدرك أن الموجة الثانية من الثورة المصرية انطلقت لتستكمل مهامها، وتحقق أهدافها، ولعل نظرة واحدة على ميدان التحرير وأشقائه من ميادين مصر كلها يوم الجمعة إياه يكشف لكل ذى لبيب أن الشعب ماض بعزم فى تحقيق أهداف ثورته المجيدة، مهما استدعوا أناساً من عهد الديناصورات المنقرض ليقودوا بلداً انتفض أهله ضد الظلم والفقر والاستبداد.

بداية نؤكد أن تاريخ الدكتور الجنزورى ليس سوى تاريخ موظف مجتهد، وليس رجل سياسة يمتلك رؤية شاملة للنهوض ببلد نصف سكانه يعيش تحت خط الفقر، فلم نسمع عنه أى إسهام فى نضال سياسى قبل ثورة 1952، ولا بعدها.

كما لم ينضم إلى أى حزب من أحزاب المعارضة التى عادت للحياة فى نهايات عصر السادات. وأظنه التحق بالحزب الوطنى المنكوب مع مبارك، وظل يرتقى السلم الوظيفى حتى صار وزيراً فرئيساً للوزراء.

باختصار انحيازات الرجل السياسية والفكرية كانت لنظام مبارك البائس الذى يحابى الأثرياء ويقهر الفقراء.

أما الطامة الكبرى فى اختيار الجنزورى فتتمثل فى أن الرجل بلغ من العمر عتياً ، فهو من مواليد 1934، أى أنه تجاوز 77 عاماً، فكيف بالله عليك يستطيع رجل كهل مثله فى قيادة بلد متخم بالمشكلات العويصة؟

إذا سألتنى لماذا اختاره المجلس العسكرى إذن، سأقول لك الآتي:
1- ما زال المجلس العسكرى يتعامل مع الثورة باعتبارها (مصيبة) يجب التخلص منها بأقصى سرعة!

2- إن كمال الجنزوى جزء من، وتعبير عن، الطبقة الجشعة التى تحكمنا منذ عقود طويلة، حتى لو كان هو شخصياً نظيف اليد، لذا استدعاه المجلس العسكرى (الوجه الآخر لهذه الطبقة)، لينقذها من الورطة التى سقطت فى مستنقعها، أى الثورة العظيمة للشعب المصرى، والتى تهدد مصالح هذه الطبقة تهديداً كبيراً.


3- ظن المجلس العسكرى خطأ أن المعاملة الخشنة التى تلقاها الجنزورى على يد مبارك وإبعاده عن رئاسة الوزراء سنة 1999 ستجعل الناس تتقبل اختياره بترحاب، لكن الثوار والشعب ككل يفطن تماماً إلى هذه الألاعيب الساذجة، فالجنزورى لم يختلف مع مبارك فى القضايا العامة، بل فى تفاصيل صغيرة لا تعنى ملايين الفقراء فى شىء.

4- لعلك لاحظت الوهن البادى على الجنزورى فى أول مؤتمر صحفى عقده الجمعة 25 نوفمبر، حيث ظل يسعل أكثر من مرة، كما أن نبرة صوته خالجتها حشرجات الكهولة، دعك من صبغة الشعر التى يبدو أن كلهم تعلموها من كبيرهم الذى فى القفص!


5- لم يذكر الجنزورى فى المؤتمر الصحفى كلمة واحدة عن شهداء الثورة فى الأيام الأخيرة، ولم يتحدث عن أنه ينوى محاسبة المسئولين عن سفك دماء المصرين، لكنه أصر على كيل المديح للمشير الذى اختاره فى هذا المنصب المرموق وهو على مشارف الثمانين!

حسناً... ما العمل إذا؟ فى اعتقادى أن شباب الثورة ينبغى أن ينظم نفسه فى أحزاب صلبة ومتينة حتى يستلم السلطة من الذى خطفوها منه، ويعمل على تشييد وطن حر وديمقراطى وجميل، الأمر الذى يحتاج إلى حديث آخر، بدلاً من الحديث عن عودة الديناصورات!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

إعفني من التعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم البهواشي

أختلف معكم أستاذ/ ناصر!!

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف العشماوى

طرح رائع وتحليل منطقى مقبول

طرح رائع يا استاذ ناصر خالص تحياتى وتقديرى

عدد الردود 0

بواسطة:

loly

عدم احترام

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود النبراوى

مقال عبارة عن (اى كلام فى نص رغيف)

عدد الردود 0

بواسطة:

شرقاويه

ده مقال مستفز

عدد الردود 0

بواسطة:

انشر

إلى رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

قارىء

بقى ده ينفع؟؟

عنوان غير محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

انا مع الجنزوري

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد عرش

الانفلات الاخلاقي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة