أكرم القصاص

فلول النظام وفلول الطائفية

الجمعة، 11 مارس 2011 01:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسهل كلمة الآن لتفسير أى شىء مما يجرى هو أن يسارع المتحدث فضائيا أو كتابيا ليتهم فلول النظام السابق بأنها وراء ما يجرى من فوضى وانفلات أمنى، وهؤلاء ليست لديهم الفرصة أو الاستعداد لتفهم الأوضاع والاعتراف بالأخطاء والقدرة على التفرقة بين الطيب والخبيث، وأن يمتلك هؤلاء المتحدثون شجاعة إبداء الرأى بصرف النظر عن تصفيق هنا أو تأييد هناك. لأن خطر كتمان الحقيقة أكبر من خطر أى فلول مصيرها فى النهاية السجن أو النسيان. ومثلما هناك فلول للنظام والحزب الوطنى والأمن هناك فلول للطائفية والجهل والتعصب.
لقد كانت روح ثورة يناير واضحة لأنها جمعت الكل فى بوتقة وطنية، وهذه الروح هى التى لا تزال ترفض الطائفية، وتدعو لنظام يحقق الحرية والعدالة والمساواة، لكن تلك الروح تختفى مع أطراف تريد جمع الغنائم قبل مغادرة الميدان، وينشغلوا بكتساب أرض فى الإعلام والدعاية، دون أن ينتبهوا أنها يمكن أن تكون أرضا محروقة.
أعلن كثيرون أن وراء الفتنة الطائفية فى قرية صول بأطفيح فلولا للنظام السابق، دون الاعتراف أن هناك مشكلة طائفية تحتاج إلى مواجهة وليس إلى الاكتفاء بدفن الرؤوس واتهام الفلول. المجتمع فيه أزمة عدم فهم وهناك فى قرية صول غليان واتهامات كانت مستمرة سمعنا من مسلمين أنهم يتهمون الكنيسة بأنها تمارس السحر وهو حديث لبعض المتعصبين الذين لا يهدفون إلى التهدئة، ويستند إلى شائعات وليس إلى حقائق. قالوا أيضا أن الكنيسة بنيت رغما عنهم، وسمعنا من مسيحيين أنهم يعانون من احتكاكات المسلمين ورفضهم لوجود الكنيسة بينهم.

كلها اتهامات تحتاج إلى مناقشة وألا تترك، وبعض من ذهبوا إلى هناك من شيوخ وقساوسة للتهدئة خرجوا ليرددوا هذا دون أن يسعى أى منهم لمواجهة بين من يقول ذلك من الطرفين، ليستوضح الحقيقة، لأن الشائعات والاتهامات تؤكد أن أسباب الفتنة قائمة، قبل" الفلول" وبعدها، وهناك أيضا سوء فهم كبير يفترض أن تكون هناك مساع لإزالته، وليس الاكتفاء بجلسات للكلام الطيب مع ترك الأسباب. حتى لو تم استبدال مشايخ الأزهر وقساوسة الكنيسة، بمشايخ وقساوسة الفضائيات. ممن يريد كل منهم أن يكسب غنيمة إعلامية أو سياسية بصرف النظر عن مصلحة البلد. فق رحلوا وتركوا المشكلة قائمة ولم يسعوا ليجمعوا الأطراف فى مواجهة تستهدف الحقيقة.
بالطبع هناك عدد كبير ممن كانوا يتكسبون من الفساد ربما من مصلحتهم أن تكون هناك فوضى لكنى أظن أن أغلبية قيادات الحزب الوطنى السابقين مشغولون بالابتعاد عن الزحام وأمنيتهم أن ينساهم الناس وألا تصلهم الاتهامات ،همهم أم يهربوا بفسادهم من المحاسبة وألا يتم استدعاؤهم.
ولو كان بعض الفلول يلعبون فإن هناك من يمارسون الشحن الطائفى ويدفعون نحو التسخين والانفجار، وهؤلاء لعبوا دورهم من خلال إطلاق شائعات إحراق مسجد فى المقطم أو منشية ناصر وهم الذين حرضوا بعض المسيحيين على قطع الطريق فى صلاح سالم والأوتوستراد وبعض المسلمين على التصادم معهم وهو ما انتهى إلى قتلى وجرحى، وراء هذا فلول لكن وراءه أيضا شائعات وجماعات ومخبرين وفى الأغلب لصوص وبلطجية يريدونها حرب حتى يمكنهم أن يسرقوا وينهبوا فى الزحام وهؤلاء يغذون الشائعات.
لقد استمرت مظاهرات الأقباط سلمية أمام التليفزيون لكن هناك من أراد نقلها إلى الأوتوستراد منشية ناصر والطريق الدائرى، وفى المقابل رأينا مظاهرات من مجهولين تطالب بإعادة كاميليا ووفاء، وهى مظاهرات كانت تتكرر فى القاهرة والإسكندرية منسوبة لأمن الدولة أحيانا والسلفيين بعض الأحيان، ومن تحالفهما معا. ولم يظهر أحد ليعلن أهمية إنهاء هذه القضية إعلان أن حرية الاعتقاد مكفولة وأن تحويل القضية إلى ما يشبه مباريات فى الإيمان هو أمر خطر. لكن أيضا يجب الانتباه إلى توقيت خروج مظاهرات كاميليا بعد ثلاثة أيام من مظاهرات المسيحيين بعد أحداث قرية صول.
رأينا ناس من صول يطلبون عدم الحديث عن قرية صول ويؤكدون أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين طيبة وجيدة وأنهم قادرون على حلها، وهو كلام ظاهره التهدئة وباطنه الكذب لأنه لو كان كبار القرية قادرين على الحل ما تدهورت الأحداث إلى هذا الدرك من الاقتتال. علينا ونحن نتحدث عن الفلول أن نبحث عن أطراف تلعب نفس دور الفلول حتى لو لم تكن ترتدى ملابس الفلول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة