سعيد الشحات

سعد إدريس حلاوة

الإثنين، 21 مارس 2011 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حواره المهم مع الإعلامى يسرى فودة على قناة "أون تى فى" وجه حمدين صباحى المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية التحية إلى العديد من الأسماء التى ناضلت من أجل ثورة 25 يناير، ورحلت قبل أن ترى هذه الثورة العظيمة، وذكر من بين هذه الأسماء اسم الشهيد سعد إدريس حلاوة، ابن قرية أجهور الكبرى مركز طوخ محافظة القليوبية، وقريته من القرى المجاورة لقريتى كوم الآطرون.

ويعد سعد إدريس حلاوة أول شهيد سقط فى مواجهة التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعد على أثر مواجهة مع قوات الأمن فى مبنى المجلس المحلى للقرية، الذى تحصن اعتصم فيه حلاوة مزودا بأشرطة كاسيت من القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأخرى لأغانى عبد الحليم حافظ الوطنية، وخطب لجمال عبد الناصر، وعبر مكبر الصوت قام بإذاعة هذه الأشرطة مطالبا بوقف العلاقات مع إسرائيل، وقاد النبوى إسماعيل وزير الداخلية وقتها عملية المواجهة مع حلاوة بعد أن صمم على موقفه الذى استمر لمدة ثلاثة أيام.

وبينما كانت الصحف الرسمية المصرية تنقل كلام أجهزة الأمن بأن سعد مختل عقليا ، وهو الكلام الأجوف الذى تستخدمه فى مثل هذه المواقف ، كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية ، تتحدث عن الفلاح المصرى ابن قرية أجهور الكبرى ، الذى كشف كذب الإعلام المصرى بأن هناك إجماعا فى الموافقة على كامب ديفيد والتطبيع مع إسرائيل.
وفى عام 1986 تقريبا، وبعد سنوات من هذه الحادثة المشهودة التى قام الكاتب الصحفى الكبير شفيق أحمد على بتأريخها فى كتاب هام يعد مرجعا حقيقيا عنها ، كنت فى صحبة حمدين صباحى و المحامى والسياسى الكبير الراحل محمد بركات ابن طوخ ، وذلك فى زيارة إلى أهل سعد إدريس حلاوة فى محاولة لتنظيم احتفال بذكراه، وقابلنا عمه فى منزله الفسيح الذى يحيطه سياج من الورود وأشجار الزينة، فى منظر يؤكد ما جاء فى كتاب الجبرتى عن أن أجهور الكبرى اشتهرت منذ القدم بالبساتين وحدائق الورد.

كان العم يعيش على ذكرى ابن شقيقه، بعد أن تم عزله من موقع نائب عمدة القرية، بسبب رفضه لطلب الأمن بإقناع سعد بالعدول عن موقفه، وكانت قوات الأمن قد علمت من بعض أبناء القرية بأنه هو الوحيد القادر على هذه المهمة لتأثر سعد بشخصيته.

تحدث عم سعد كثيرا وبتأثر بالغ عن ابن شقيقه، وأخرج لنا من دولاب صغير بعض مقتنيات الشهيد التى أخذها العم، قبل أن تصل إليها يد قوات الأمن التى قامت بتفتيش كل بيوت العائلة ، وأذكر من بين هذه المقتنيات مصحفا شريفا للقرآن الكريم ،فيه وردة حمراء، وضعها سعد على آخر صفحة قرأها فيه ، بالإضافة إلى عدد من الكتب الأخرى، كما أخرج الرجل شالا وحذاء وأشياء أخرى لسعد.

وبينما كنا مع العم، ذهبت زوجة حمدين صباحى السيدة سهام نجم إلى أم سعد حلاوة وكانت مريضة وحزينة على ولدها، ولا تخرج من منزلها، وظلت سهام معها لفترة طويلة، وخرجت بعدها متأثرة، لتخبرنا بأن الأم تأثرت كثيرا حين حدثتها سهام عن بطولة ابنها، وسألت الأم بلهفة عما إذا كان ذلك هو كلام الناس أم لا؟

خرجنا من أجهور وبذلنا جهدا من أجل تنظيم الاحتفال، لكن الأمن وقف حائلا أمام الفكرة، وبالتالى لم تكتمل.

وبعد هذه السنوات ومع ثورة 25 يناير، نحتاج إلى إعادة الاعتبار لهذا البطل الذى تحدث عنه حمدين صباحى فى حواره مع يسرى فودة، فأنعش ذاكرتى للحديث عن بلدياتى سعد إدريس حلاوة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

د \ عبدالله النجار

ااجهورى

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamad hamuda

لايجب ان ننسى شهداء الحرية والكرامة

سليمان خاطر - ومحمود نور الدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة