إبراهيم عبد المجيد

الفلول الأخطر

الجمعة، 30 نوفمبر 2012 01:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت كلمة فلول تطلق دائما على من تبقى من أشياع النظام السابق، خاصة أولئك الذين كانوا فى مراكز اجتماعية وسياسية وقانونية مؤثرة، وأيضا- وبشكل واضح- على من كانوا فى مراكز إعلامية.

بعض هؤلاء فى السجون أو ينتظرونها لقضايا مرفوعة ضدهم، وبعضهم لاذ بالصمت وخرج من المشهد، وبعضهم حصل على البراءة ويحاول العودة إلى المشهد، وبعضهم اعتذر عما مضى، وبعضهم نجح فى التلون. لكن الكلمة مازالت متداولة وشائعة وسهلة، ولم ينتبه أحد إلى أخطر أنواع الفلول المؤثرين فى حياتنا الآن وبشكل حاسم. واسمحوا لى أن أثير بعض الأسئلة.

عندما يختار رئيس الوزراء نصف وزرائه من رجال النظام السابق فماذا تسمى هذا؟. ولا يقف الأمر هنا، بل نجده يمشى على خطا النظام السابق، فيفتح الباب واسعا للاقتراض من البنك الدولى وغيره، ومقابل ذلك يطعن على الأحكام الصادرة ضد بيع بعض الشركات أيام النظام السابق بأثمان بخسة، لا تناسب القيمة الحقيقية لهذه الشركات، ويطعن أيضا على حكم صدر بفسخ تعاقد الشركتين المصرية والأسترالية اللتين تستخرجان الذهب من جبل السكرى، وتحققان عائد إنتاج يصل إلى عشرة مليارات دولار سنويا، نصيب مصر منها 3%، أى ثلاثمائة مليون فقط. وكل ذلك بحجة تشجيع الاستثمار، وهو شعار النظام السابق الذى باع به البلاد والعباد. وعندما تجد هذه الوزارة تتفوق على النظام السابق فى عدم انصياعها إلى إضراب كبير وعظيم، مثل إضراب الأطباء، ويظل الوضع الصحى فى البلاد فى حالته المتدنية، ويظل توزيع ميزانية وزارة الصحة ظالما لا يحظى منه الأطباء الصغار ولا المرضى بأى حقوق، فماذا تسمى هذا أو هذه الحكومة التى تمشى على خطا النظام السابق وبشكل أكثر وحشية؟!

وعندما تجد الخرطوش يأتى من رجال الداخلية، وتسمع منها كل يوم أنها لا تستخدم الخرطوش ففيمَ اختلفنا عن النظام السابق؟، وعندما تسمع قيادات الحرية والعدالة يصفون الثوار فى التحرير وغيره بأنهم بلطجية، والمسيرات كانت ولا زالت تسد عين الشمس من كل مكان فى طريقها إلى ميدان الحرية، ففيمَ اختلفنا عن النظام السابق؟

وبعيدا عن الحكومة عندما تجد رئيس البلاد المنتخب يقرر فجأة أن يلغى كل وجود للقانون، وينفرد بالحكم بحجة حماية الثورة، ويصدر إعلانه الدستورى بأضحوكة إعادة المحاكمات إلا إذا ظهر دليل جديد، وهذا هو القانون العادى، وينهيه بزيادة معاشات الشهداء، وهو أمر حكمت به المحكمة الإدارية منذ عام ولم ينفذ، وبين المادتين مواد تمنع حرية الرأى والتظاهر والاعتصام، وتحصّن مجلس الشورى الذى لا قيمة له غير رواتب تدفع من المال العام لأقارب وأعضاء فى الحزب الحاكم أو غيرهم، وتحصين لجنة دستورية انفض عنها معظم أعضائها، ولم يبق بها إلا أعضاء الحرية والعدالة، والسلفيون الذين يفصّلون القوانين ليصبح الحاكم ظل الله على الأرض، وتصبح مصر ولاية تحت طوع قطر، أو خادم الحرمين، وينهون على تاريخها العظيم بحجة القيم والتقاليد التى لا تزيد فى نظرهم على جلابية وطرحة.

من هم الفلول يا أهل الله الآن؟ ومن هم الأخطر؟.. هؤلاء هم أخطر الفلول الذين ليس لديهم أى خيال جديد غير ما كان يفعله النظام السابق، وطريقته فى الحديث والشرح والبرهان على الجرائم الكبرى التى ارتكبها ويرتكبونها هم الآن فى حق الوطن. لماذا يفعلون ذلك؟، لأنهم ببساطة شديدة كانوا يرون فى النظام الحاكم مثلهم الأعلى فى القمع، وجاءوا للقمع لا لشىء آخر، والمثل الأعلى فى النهب، وما زالوا يدافعون عنه والله أعلم ماذا يفعلون أيضا. وكم سبق لهم التعاون مع النظام السابق، ولا ينسى أحد كيف كان اتفاقهم مع أمن الدولة فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 على إنجاحهم فى المجلس فى الوقت الذى وقف فيه النظام السابق ضد القوى الأخرى. يضاف إلى ذلك كونهم تجارا، أى أصحاب مصلحة سريعة، ليس بينهم مفكر له كتاب أو حتى مقالات فى الدين أو السياسة أو العلم أو غيره يمكن أن تناقشه فيها. ولم يكونوا أبدا بعيدا عن النظام السابق فى أى شىء، وإلا فليقل لى أحد كيف ظهروا بعد الثورة بهذه الكثافة. هل كان النظام السابق غافلا عنهم؟، كان راضيا وسعيدا بهم، فهم يأخذون الناس إلى الآخرة ويتركون الدنيا، وهو ينهب فيها، ولما صاروا فى الحكم الآن اتبعوا نفس سياسته، وبشكل أسرع. جابوا من الآخر بسرعة، لا قضاء، ولا شعب غير الجماعة، ولا ثورة، ولا مصر غير الجماعة، ومن يعترض فالفلول فى انتظاره بالخرطوش والقنابل والرصاص على الأرض، والأضاليل فى الإعلام. وسوف تكون الخطوة التالية فى مصر إذا استمر هؤلاء فى الحكم هى ضم كل الفلول السابقين إليهم ليكونوا أولياء نعمتهم، كما كان الفلول يوما بالنسبة لهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عبد الباقى المحامى

الأستفتاء على الدستور مصيدة لكسب الوقت و إعتراف بقانونيته و لإعطاءه شرعية

عدد الردود 0

بواسطة:

تامرشوقى

تحيه للسيد ابراهيم عبدالمجيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة