كمال حبيب

الإسلاميون وخريطة الانتخابات القادمة «1-2»

السبت، 19 يناير 2013 04:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون مختلفة بالقطع عن الانتخابات التى سبقتها، فنحن أمام محاولات لتشكيل خرائط لقوى سياسية لم تكن موجودة من قبل على صعيد القوى المدنية، وهذه القوى أثبتت قدرتها على التواجد فى الانتخابات الرئاسية، وفى قول لا بالنسبة للدستور، ومن ثم ستكون مهمة الإسلاميين هذه المرة أكثر تعقيدا وصعوبة، ففى المرة السابقة بدا وكأن الإسلاميين ينافسون بعضهم بعضا، السلفيون والإخوان المسلمون وحزب الوسط وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وأخذ الإخوان على جناحهم بعض القوى من حزب الكرامة قبل أن يتخاصم الفريقان ويصبح حزب الكرامة ضمن التيار الشعبى وجبهة الإنقاذ القوى الرئيسية المنافسة للإسلاميين فى الانتخابات القادمة.

لدينا قوة الإخوان المسلمين، وهى تبحث هذه المرة عن تحالف مع حزب سلفى يكون أكثر تقاربا مع أفكارها، وهى ترى أن حزب الوطن المنشق عن حزب النور هو الأقرب للتحالف معها، بحكم دعمه من تيارات سلفية لها تواجد قوى فى محافظات مختلفة على رأسها محافظة الجيزة وغيرها من محافظات الدلتا، بيد أن حزب الوطن فى كل الأحوال سيكون طرفا ضعيفا فى أى تحالف سيدخل فيه، خاصة مع المغامرة الكبرى التى حاول خوضها مع حزب الأمة المتوهم الغامض الذى لا وجود له أصلا وهو الحزب الذى يقوده حازم أبوإسماعيل.
لدينا قوة حزب النور السلفى، وهو كان ثانى قوة سياسية فى البرلمان بعد الإخوان المسلمين متجاوزا ربع المقاعد بقليل، لكنه تعرض للانشقاق، وهو ما قد يؤثر على قدرته هذه المرة فى تحقيق نفس النتائج السابقة، ويبدو أن الحزب مشغول بترتيب أوضاعه الداخلية للتعافى من محنة الانشقاق، بيد أن الاتجاه العام داخله يبدو بعيدا عن التحالف مع الإخوان المسلمين، خاصة أنهم يقدرون أن أداء الإخوان فى السلطة سوف يخصم من رصيدهم فى الشارع.. هذان هما القطبان الرئيسيان لخريطة القوى الإسلامية فى الانتخابات القادمة، محاولة بناء أقطاب فى الحالة الإسلامية خارج هذين القطبين تبدو غير موفقة أو ربما تكون جزءًا من محاولة التفاوض مع أحد القطبين الكبار فيما بعد، وهنا يبدو لى محاولة الوسط داخلة فى هذا السياق، فهو تحالف مع حزب الإصلاح والنهضة وحزب الحضارة، وظهر ضمن التحالف حزب الفضيلة، وهو حزب سلفى حصل على الرخصة، ولكنه لم يستطع فعل شىء منذ حصوله عليها، لا أستبعد أن يتفاوض الوسط مع الحرية والعدالة باسم هذه الكتلة التى يحاول أن يبنيها، خاصة أن الوسط لعب دورا توفيقيا فى العملية السياسية فيما يتعلق بالجمعية التأسيسية وعملية الحوار الوطنى، وبدا أنه قوة مهمة فى العملية السياسية وقريب من السلطة الحاكمة.. ما بدا غريبا فيما يتصل بخريطة القوى الإسلامية قبل الانتخابات هو الحديث عن تحالف الوطن مع أبوإسماعيل ومع حزب الشعب الذى أسسته الجبهة السلفية ومع حزب الفضيلة وحزب العمل الجديد وحزب البناء والتنمية الذى بدا حذرا من التحالف وفى الخلفية ولم يكن متصدرا، وفوض هذا التحالف أبوإسماعيل وحزبه الأمة فى إدارة هذا التحالف، وهو ما كان نذيرا بتصدع هذا التحالف، لأن أبوإسماعيل يرى نفسه زعيما وليس مجرد رئيس لحزب سياسى، ومن ثم فهو حتى الآن لم يؤسس حزبا، ولا هو قادر على هندسة بناء الأحزاب، فالقيادة السائلة فى الشارع يصنعها فى النهاية مادتها الخام، وهم الشباب فى الشارع، فقط يريدون كاريزما تلهب خيالاتهم.. وللحديث بقية فى الأسبوع القادم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة