سعيد الشحات

3 أرغفة يا مفتريين

الأربعاء، 23 يناير 2013 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام تحدث وزير التموين عن اختراع حكومته العبقرى فى معالجة قضية الدعم وفى القلب منه ما يتعلق برغيف العيش، وقال الرجل إنه سيتم صرف ثلاثة أرغفة لكل فرد فى الأسرة بالبطاقة الذكية من الخبز المدعم، فيما يعنى أن الزيادة فى استهلاك الأسرة للخبز، يتم شراؤه بقيمة استهلاكه الحقيقى، وبذلك يتحقق المراد من سياسة الحكومة بتوفير الأعباء المالية التى تتحملها الدولة، بصرف النظر عما سيؤدى إليه ذلك من تجويع الفقراء، الذين يستهلكون مزيدا من الخبز تعويضا عن السلع الغذائية الأخرى التى تفتقدها وجبة الأسرة الفقيرة.
ذكرنى هذا التفكير «العبقرى» من الحكومة، بجدل كان قد أثير على ما أتذكر فى الثمانينيات من القرن الماضى، حول استهلاك المصريين الزائد للسكر، وجاء ذلك متزامنا مع أزمة خاصة بوجود المخزون منه، فتحدث بعض الخبراء الذين يتم استدعاؤهم فى مثل هذه الأزمات، عن مقارنات سيئة بين استهلاك الفرد للسكر فى الدول المتقدمة، فى مقابل استهلاك نظيره المصرى، لتنتهى هذه المقارنة إلى أن «المصرى» يفرط فى استهلاك السكر، وعلى أثر هذا الكلام المترهل خرج الكاتب الكبير وأحد الأساتذة الكبار للصحافة المصرية والعربية أحمد بهاء الدين، ليكتب ردا بليغا ومفحما لهؤلاء، أشار فيه إلى أن الذين يتحدثون عن الاستهلاك المرتفع للفقراء من السكر، لا يعرفون أنهم يقومون بتحلية الشاى تعويضا عن حرمانهم من الجاتوهات وغيرها من أنواع المسكرات التى يتناولها الأغنياء، وأن الفلاح يفعل ذلك فى حقله كنوع من كسب الطاقة لما يبذله من عرق وجهد، وتقوم الأم الفقيرة بوضع حفنة منه فى قطعة خبز، وإعطاؤها لطفلها فيتلذذ بأكلها، فى تحايل على الحرمان من الجاتوهات وما شابهها، وطالب بهاء وقتها بالكف عن عبث هذا الكلام الذى يردده خبراء لا يعرفون كيف يدير الفقير يومه فى الأكل والشرب، بعيدا عن خطط الحكومة التى لا يستفيد منها.

حديث أحمد بهاء الدين فى الثمانينيات من القرن الماضى عن «الفقير والسكر»، يمكن أن تعتبره الآن هو نفس الحديث عن «الرغيف والفقير»، فالفقير الذى لا يستطيع تجهيز وجبة غذائية متكاملة، بحيث يكون استهلاك الخبز فيها قليلا، يعوض ذلك باستهلاك مزيد من «العيش»، ليس عملا بقيمته الغذائية، وإنما كنوع من «البنزين» للمعدة، يحقق لها الصمود أطول فترة ممكنة، وتلك حيلة يلجأ إليها الفقير، ولا يعرفها الغنى، فهل تفهم الحكومة هذا المعنى؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

نهاية الرغيف المدعم عند مربى المواشى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى عقل

رد من مدينة السلام

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

"ابو كرتونة ".. وأخونة رغيف العيش

عدد الردود 0

بواسطة:

samy

نفسى يعملوا اختبارات للصحفيين امثال الكاتب فى ادارة محل عصير قصب مثلا او كشك سجاير

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

ايام مبارك وطاطاة الراس

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

أؤؤيد رغيف واحد فى اليوم للمواطن

عدد الردود 0

بواسطة:

sabry

و ايه راي حضرتك فى جمال عبدالناصر (قدوة حضرتك) لما كان فى مثل هذا الموقف

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى مش اخوانى

رد على استاذ سامى رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

romany azazy

صاحب محل عصير القصب

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr. Walid Khier

غريبة....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة