نعمل إيه..؟!

ما الذى يجب أن يفعله شعب مصر اليوم؟، ما الشىء الذى ينبغى على المصريين جميعا أن يتمسكوا به وألا تغفل عيونهم عنه؟.. أزعم أن شعب مصر بعد كل الذى عاشه نحو ما يقرب من ثلاث سنوات، وثورتين وتظاهرات واعتصامات، دماء وانشقاقات، هذا الشعب فاض به، ويشعر الآن أنه على حافة دوامة تتلاطم أمواجها وتياراتها، شعب تحمّل ما فوق الطاقة، كاد أن يتوه عن الطريق الموعود الذى سيقوده إلى المستقبل المأمول!

الحق أننا علينا اليوم أن ندير وجوهنا واهتماماتنا عن كل ما انشغلنا به خلال الفترة المأساوية الماضية، وألا نستمر فى حرق أعصابنا، وزيادة أوجاعنا، علينا ألا نتمادى فى التركيز على الجوانب السلبية، وهى كثيرة. اليوم على المصريين ألا يعطوا محاولات الإخوان اليائسة أكثر مما تستحق.. لقد أصدر الإخوان الحكم على أنفسهم، وبالعقوبة التى يستحقونها، وهى الانفصال عن الجسد المصرى.

لقد وضع المصريون يومى 30 يونيو و3 يوليو أقدامهم لأول مرة منذ عقود على الطريق السليم، وهو أن يحكم الشعب نفسه، وألا يسلم مصيره إلى ديكتاتور أو بائع دين.. اخترنا أن يحكم الشعب نفسه، وأن تكون فى مصر حرية وديمقراطية وعدالة لكل المصريين.. هذا هو الهدف، والأهم من كل الدوامات والتفاهات والمؤامرات، ويجب أن يستوعب كل مصرى أن شيئا لن يتغير فى هذا البلد، إلا إذا تغير الإنسان المصرى نفسه. ولقد بدأنا والحمد لله وأسقطنا حاجز الخوف، وأصبح أى مصرى الآن يعترض ويرفع صوته مطالبًا بحقه دون خوف.. إن الملايين التى خرجت يوم 30 يونيو هى التى صنعت التغيير رغمًا عن أعداء الداخل والخارج، إذن لا يجب أن نختلف وعلينا أن نتوحد، أن نجتمع ولا نفترق، المصريون جميعا يجب أن يكونوا «إيد واحدة»!

علينا نحن شعب مصر - وهذا أهم شىء - أن نتفق على الالتزام بتحقيق خارطة الطريق التى صنعتها إرادة هذا الشعب.. لابد أن نسرع الخُطا مع التدقيق فى الانتهاء من أن نعطى مصر الدستور الذى تستحقه بمكانتها، وحضارتها، ووضعها فى هذة الدنيا.. وعلينا أن نكمل بقية بناء أركان الدولة المصرية التى نتمناها بانتخاب مجلس شعب مصرى حقيقى بإرادة حرة، وانتخابات نزيهة، ثم علينا أن نختار رئيسًا مصريًا ابن مصرى ليس بالولادة، إنما بالروح والوجدان والعمل المخلص.. علينا اليوم بلا مظاهرات ولا اعتصامات.. أن نبنى مصر!