سعيد الشحات

الغضب التركى من مصر بدأ منذ 59 عاما

الإثنين، 25 نوفمبر 2013 07:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استدعى قرار مصر بطرد السفير التركى من مصر أول أمس، حدثا مماثلا فى 4 يناير عام 1954، فى هذا اليوم قبل ما يزيد عن 59 عاما قررت الحكومة المصرية طرد السفير التركى لحملاته المستمرة على سياسة قادة ثورة يوليو 1952، وتوجيهه ألفاظا نابية لجمال عبد الناصر، تطاولت تركيا وقتها على مصر على حد وصفها بأنها بلد «قذر»، فكان رد مصر: «رفع الحصانة عن فؤاد طوغاى سفير تركيا فى مصر وإمهاله 24 ساعة لمغادرة البلاد».
بين الحدثين 59 عاما، فيها معارك خاضتها مصر من أجل استقلالها وكرامتها، واللافت أن تركيا فى كل هذه المعارك كانت هى اللاعب الإقليمى المضاد لمصر، وهنا يكمن السر فى تفسير المواقف التركية الحالية.

تغضب تركيا حين تسعى مصر إلى الخروج من القمقم وتناضل من أجل إرادتها الوطنية واستقلالها، وتفرد ذراعها العروبى، أما الرضا التركى فيأتى حين تكون مصر موعودة بحكام يجعلونها حملا وديعا يقودها إلى تبعية للغير.

فى ظل هذه المعادلة نفهم سر البكاء المتواصل لـ«رجب طيب أردوغان» على زوال حكم الإخوان ومحمد مرسى، وعدم اعترافه بإرادة شعب خرج فى 30 يونيو، ونفهم معركة جمال عبد الناصر ضد حلف بغداد عام 1955، وكان يضم بريطانيا وفرنسا وأمريكا وإيران وباكستان والعراق، وكانت تركيا هى رأس حربة الحلف، هى الطرف الإقليمى الذى يتزعمه.
استهدفت تركيا من حلف بغداد أن يكون مصدرا لها للمساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية والغربية، كما نشطت من أجل ضم دول عربية للحلف خاصة لبنان وسوريا، حتى تتحدث أمام أمريكا وأوربا باعتبارها قائدة للمنطقة وبالتالى تحصد المكاسب.

لكن مصر بقيادة جمال عبد الناصر نشطت ضد الحلف مصممة على إسقاطه، وطالبت الدول العربية بعدم الانضمام إليه، وعدم التعاون مع تركيا باعتبارها دولة صديقة لإسرائيل، ونجحت مصر فى معركتها، وتلك قصة طويلة تستحق أن تروى، وأعطت مصر صفعة على وجه تركيا، وسجلت به صفحة مضيئة فى نضالها الوطنى والقومى.

قد يقول قائل، إننا نستدعى معركة من الماضى مر عليها 59 عاما، فى حين أننا الآن فى حاضر تختلف ظروفه الإقليمية والدولية، ومع الأخذ فى الاعتبار أن الحدثين كانا بعد ثورتين، ثورة 1952، وثورة 30 يونيو، سنجد أنه بقدر بسيط من التأمل نتأكد أننا فى معركة واحدة ممتدة، فتركيا استهدفت من حلف بغداد أن يكون مصدرا لها للمساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية والغربية، واستهدفت أن تتحدث أمام العالم باعتبارها قائدا للمنطقة، وحين صعد الإخوان للحكم نجد نفس الهدف الذى يحقق الطموح «الأردوغانى»، وهو ما يعنى أن الهدف واحد حتى لو تغيرت الهوية السياسية للحكومات.

دعونا من بكاء أردوغان على الديمقراطية وصندوق الانتخابات، فلو جاء كل ذلك بنتائج ليست على هوى الطموح التركى إقليميا ودوليا لما ذرف كل هذه الدموع، وبالتالى فإن دموعه هى دموع تماسيح.

ودعونا حتى من إدخال البعض له فى زمرة المنتمين للجماعة، فبالرغم من وجهاته إلا أن الأصل فى القضية هو الطموح التركى الذى يقوم على إضعاف الطموح العربى الذى تجسده مصر فى حال الخروج من كبوتها، هكذا يمكن تفسير كل هذا الغضب التركى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سقراط يسأل و يتسائل

السلم والثعبان و قانون منع التظاهر الجديد

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

أبواق الحرية المزيفة .. هل تم تدجين ثوار يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

أبطال ضد الجنرال

هذا هو الفرق بين الشرعى والإنقلابى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

هل الملهم مات مسموما بالخطأ .. ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

المحامى

قانون سىء السمعة

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

شكرا

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

6- اللى إفتكرتوه جمال عبد الناصر .. طلع ساداتى 77

أوهام ناصرية ..

عدد الردود 0

بواسطة:

Brave Heart

ملك الترسو ..

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر ناصر - الكويت

سقراط والمشاكس وعابر سبيل والمحامى

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجدة

ملك الترسو - تعليق 8

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة