هنا الصين (2)

"ما أجمل الالتزام".. و"ما أجمل معرفة قيمة الوقت والعمل", هذا عنوان رئيسى فى جمهورية الصين الشعبية التى تعزف منظومة الحياة بصورة رائعة، لذلك تحولت لثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وارتفع فيها متوسط دخل الفرد بصورة لافتة للنظر وللإعجاب فى وقت واحد.

ولعل الدبلوماسية الشعبية، والتى شرفتُ أن أكون واحدا من أعضائها قامت بجهد كبير لتوضيح الحقيقة للمسئولين الصينيين عما يحدث فى مصر وفتح ملفات مهمة يحتاجها الشعب المصرى، مثل السياحة وزيادة الاستثمارات الصينية فى مصر، وبما يتناسب مع حجم التبادل التجارى، وأيضا حجم العلاقات القوية بين البلدين.

ولقى الوفد كل الترحيب من كل الجهات الرسمية وغير الرسمية، بدايةً من مسئول كبير داخل الحزب الشيوعى الصينى الحاكم، والذى امتد الوقت للقائه من ساعة واحدة إلى ساعتين ونصف الساعة، واستجاب فى نهاية اللقاء لدعوة رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية لزيارة وفد رفيع المستوى من المسئولين الصينيين لمصر فى أقرب وقت، بعد التنسيق بين الخارجية الصينية والمصرية، وهذه بداية موفقة واستجابة سريعة للدعوة. وكذلك زيارة البرلمان الصينى والمجلس الاستشارى الصينى وجامعة بكين ووكالة الأنباء الصينية وأخيرا الخارجية الصينية.

ضم الوفد الشعبى: برلمانيين ووزراء سابقين ورؤساء أحزاب وإعلاميين، والكل بحق سعى لتوضيح الصورة للمسئولين الصينيين، وطلبنا طلبات كثيرة من الجانب الصينى، منها رفع حظر السياحة وزيادة الاستثمارات، خصوصا فى محور تنمية قناة السويس، وكذلك مشكلة سد النهضة مع إثيوبيا، وذلك لأننا نعلم حجم الاستثمارات الصينية فى إثيوبيا والدول الأفريقية، فالصين لها كلمتها هناك.

ولم تنسَ الصين لمصر أنها أول دولة اعترفت بها فى أفريقيا والعالم العربى، ولذلك حرص الجانب الصينى على توضيح ذلك، وأنه وقف بجانب مصر بعد ثورة 30 يونيو ضد الهجمة الشرسة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، ومنع تدويل القضية داخل أروقة الأمم المتحدة، خصوصا مجلس الأمن، وأن الصين قررت أنها ستقف دائما بجانب مصر فى المستقبل.

الزيارة كانت ناجحة، لأن الاستجابة من جانب الصين كانت كبيرة، وهناك ملفات أعلنت عنها، وهناك ملفات لم يعلن عنها لسريتها وأهميتها للأمن القومى لمصر، ودعونى من هنا أشكر السفارة المصرية وجميع العاملين فيها على تسهيل مهام الوفد وكانوا أكثر من رائعين، أما عن الجهات ونوع الملفات التى تم طرحها فى الصين لنا إن شاء الله حديث غاية فى الأهمية الأسبوع القادم. والله الموفق.