الملف الكبير

دعانى «المجلس العربى للمياه» لحضور ندوةٍ مشتركة مع منظمة «اليونسكو» حول (تعزيز دور المنظمات الأهلية والمجتمع المدنى والإعلام فى إدارة الموارد المائية لدول النيل الشرقى لحوض نهر النيل) فاستجبت للدعوة باهتمام شديد لأننى أظن أن «ملف المياه» هو بحق «الملف الكبير» الذى يجب أن تتجه إليه الأبصار فى المنطقة العربية، وفى الشرق الأوسط كله لأن «المياه» باختصار هى «الحياة»، ولقد تحدثت فى الجلسة العامة لذلك المؤتمر حديثاً مكشوفاً وواضحاً وتعرضت لموضوع «سد النهضة» الذى يرجع الفضل فى طرحه على الساحة العربية منذ عدة شهور للأمير «خالد بن سلطان» الذى فاجأ الجميع بكلمة قوية فى هذا الشأن مندوبًا لبلاده فى مؤتمر «المجلس العربى للمياه» ومن يومها قامت الدنيا ولم تقعد.
وفى ظنى أن علينا -نحن المصريين- أن نعى خطورة الموقف وألا تستغرقنا الصراعات الداخلية والمشكلات المرحلية عن هذه القضية الكبرى التى لا يجب أن نتصرف معها كجزرٍ منعزلة ما بين وزارات «الخارجية» و«الزراعة» و«الرى» و«الكهرباء» والمؤسسات السيادية مثل «رئاسة الجمهورية» و«المخابرات العامة» و«الأمن الوطنى» فالأمر أكبر من ذلك وأخطر ويحتاج إلى هيئة عليا تجمع شتات هذه الهيئات، والمشكلة تحتاج إلى رؤية سياسية وعلاقات ندية بين جميع الأطراف فى إطار تنموى يستفيد منه الجميع دون خاسر واحد، كما يتعين علينا الحذر من الأصابع الأجنبية التى تعبث عند منابع النهر وتستهدف «مصر» قبل غيرها.. نرجو أن نتدارك الخطر قبل فوات الأوان بدلاً من التحركات الموسمية فنحن بحاجة إلى سياسة مستمرة ومستقرة تحكم العلاقات بين «دول النهر».