«العريان» إن تحدث

يكفيك أن تقرأ آراء مثل التى يطلقها الدكتور عصام العريان القيادى الإخوانى المعروف، حتى تعرف فداحة القراءات المغلوطة من أقطاب «الجماعة» لمشهد الأزمة الحالى، وحتى تعرف أنهم يسيرون وفقا لمبدأ «العلاج فى الجلد وليس العصب».
الدكتور عصام العريان لخص أسباب الأزمة الحالية فى 3 مواد فقط بالدستور وهى، المادة الانتقالية التى تعطى الرئيس حق استكمال مدته، ومادة بقاء مجلس الشورى، ومادة عزل قيادات الوطنى، وقال إن العدول عن هذه المواد وإسقاطها يعنى العدول عن الثورة، وأن الحزب الوطنى حاضر فى المشهد السياسى.
قد تتعرض لنوبة ضحك، وأنت تقرأ قول «العريان» بأن عدم بقاء مجلس الشورى يعنى العدول عن الثورة، ولأنه زعيم الأغلبية فيه يريد إقناعنا بأن مجلسه الذى لم ينتخبه أكثر من 7 ملايين ناخب من بين 52 مليونا يحق لهم التصويت، هو مجلس الثورة.
فى ممارسات السياسة يوجد مبدأ محترم اسمه «النقد الذاتى»، لكن الدكتور عصام العريان يطرح علينا النقيض التام له وهو «اليقين الذاتى»، أى أنك دائما على حق والآخرون على خطأ، وتأسيسا على ذلك، فإن الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة» يمتلكون وحدهم الصواب، أما الآخرون فهم على خطأ.
من باب النقد الذاتى كان من الأوجب على الدكتور عصام العريان، أن يقول إن الرئيس مرسى وحزبه هو الأصل فى الأزمة الحالية، ففقراء لم يجدوا ما ينبئ بأن لهم حقوقا فى هذا الوطن، ماذا تنتظر منهم غير الغضب ثم الثورة على من يحكم؟، وقضاء يجد نفسه مهانا، ماذا تنتظر منه؟، ودستورا يتم كتابته وطرحه إلى الاستفتاء دون إدراك للعواقب، ماذا تنتظر من نتائجه؟، ورئيس أدمن الوعود ثم أدمن عدم تنفيذها، هل تنتظر أن يكسب مؤيدين جددا له من خارج صفوف جماعته وحلفائها؟.
لماذا يا دكتور عصام، يأتى الحديث الآن عن أن هناك نصوصا معيبة فى الدستور، ويتم الحديث من أجل التحاور بشأنها وطرحها على البرلمان الجديد؟، ألا يعد ذلك تسليما بأن هناك شيئا خطأ قد حدث، وإذا كان الأمر كذلك، لماذا مارستم فعلكم باستعلاء ولم تلفتوا إلا لأصواتكم فقط؟.
وأخيرا، هل مكتوب على المصريين أن يقدموا كل هذا الدم يا دكتور عصام حتى يتم محو خطاياكم؟