سعيد الشحات

إلى كل المسيحيين.. كل سنة وأنتم طيبون

الأحد، 05 مايو 2013 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهنئ اليوم كل المسيحيين بعيدهم، سأقول لكل صديق مسيحى: «كل سنة وأنت طيب»، وإن يسرت ظروفى سأزورهم فى بيوتهم، سأمارس هذا الطقس اليوم ليس من باب الواجب وفقط، وإنما ردا على كل الفتاوى الدينية الهابطة بتحريم تهنئة المسيحيين فى عيدهم.

تلك عادتى، أفعلها كل عام بمحبة وصدق، وانطلاقا من دينى ووطنيتى، أفعلها كما فعل أبى الفلاح البسيط الذى رحل بعد أن صلى الفرض، وصام رمضان، وسدد الزكاة، وتصدق من ماله، وحفظ الأمانات، وصان العرض، وجاور مسيحيين فى الأرض، ولم يترك عيدا لهم إلا وقدم تهنئته.

سأفعل كما فعل جدى مأذون قريتنا، وخطيب مسجدها فى ثلاثينيات القرن الماضى، والذى لم يصعد المنبر ليخطب بما يفرق بين مسلم ومسلم، وبين مسلم ومسيحى، ولم يأته سائل فيدعوه إلى عدم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، كان جدى أزهريا فتبعه أبى «الفلاح» فى حب الأزهر، واتبعتهما أنا فى هذا الحب، أتحصن بوسطية الأزهر ضد أى تطرف دينى، وأرى فى شيخه الجليل أحمد الطيب رمزا دينيا ووطنيا واعيا، حين يهنئ المسيحيين بأعيادهم.

عشنا فى ظل الأزهر الذى لم يحرض المسلمين بفتاوى هابطة كتلك التى يقولها البعض الآن، بعدم جواز تهنئة المسلم للمسيحى فى عيده، عرفنا من الأزهر سماحة الإسلام ووسطيته، استمعنا من شيوخه إلى سيرة رسولنا الكريم، الذى تزوج قبطية من مصر هى السيدة «ماريا»، وإلى زيارته لجاره اليهودى حين علم بمرضه الذى كان سبب انقطاعه عن وضع القاذورات أمام بيته، استمعنا من شيوخ الأزهر إلى بكاء الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حين جاءته سيدة تطلب منه سداد بيت المال لقرض حصلت عليه من جار لتزويج ابنتها، وعجزت عن سداده، ولما شاهد عمر الصليب على ثيابها، سألها: «لماذا لا تدخلين الإسلام» ؟، فأجابت بأنها تخشى أن يكون هذا نفاقا منها فى آخر أيام حياتها، وافق عمر على سداد القرض، ولما انصرفت بكى قائلا: «أخشى أن تظن هذه السيدة أننى أساومها على دينها»، وقبل هذا وذاك، إذا كان ديننا الإسلامى يجيز زواج المسلم من مسيحية، فهل لا يجيز تهنئة المسلم لمسيحى فى عيده؟

فى حياة أبى وجدى لم يكن هناك عبد الرحمن البر، مفتى الإخوان الذى قال: «ده عيد مسيحيين، ما شأن المسلمين به»، ولم يكن هناك متشددون يفرضون هذا الجدل العقيم، رحل أبى عام 1978، وعمره 48 عاما، فى عام رحيله كانت الفتنة الطائفية تطل برأسها، لكن لم يكن هناك شيوع لهذه الخزعبلات التى تتمسح بالدين، لم يكن على عرض الطريق وفى طوله جدلا من هذا النوع.

كتبت عن هذه القضية أكثر من مرة، آخرها قبل أيام، وأعود إليها بعد أن أخبرنى شباب من قريتى، بأن هناك من يدعو فيها إلى هذا الانحراف، حيث يعيش فيها مسيحيون، تأثر من يدعون إلى هذا الانحراف بجدل عقيم، فرضه متشددون لا يعرفون من الدين غير قشوره، هى دعوة مهزومة لن تصمد أمام تراث اجتماعى عميق، استمد قوته من صحيح الدين الذى يدلنا عليه الأزهر الشريف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

فى هذا اليوم الجلل

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا جورج

شكرا جزيلا استاذ سعيد على تهنئتك الرقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا جورج

شكرا جزيلا استاذ سعيد على تهنئتك الرقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

mika

الشكر للاستاذ سعيد الشحات

عدد الردود 0

بواسطة:

زياد عبد الرحمن

شعبا واحدا رغم لنف الحاقدين

عدد الردود 0

بواسطة:

جرجس فريد

كل سنة و حضرتك و مصر بألف خير و سلام

عدد الردود 0

بواسطة:

osama

كـــل سنـــه وانتــــم بخيـــــر

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام المهدى .

"" مــصــــر تـتــحـدث مــــــع ابـنـائــــهـا """

عدد الردود 0

بواسطة:

soliman

شكرا جزيلا استاذ سعيد على تهنئتك الرقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام المهدى .

!! صـــبــاح الــفــــل يـــا بـــلادى !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة