أطفال الشوارع

عبارة نكررها فى العقود الأخيرة دون أن نتقدم بحلول شاملة تحد من هذه الظاهرة، أو تعالج انتشارها، فالزيادة السكانية فى العقود الأربعة الأخيرة قد تركزت فى الأسر الأشد فقراً، والأكثر عدداً، فكان من نتيجة ذلك أن الزيادة السكانية لم تقف عند حد الكم، لكنها هبطت أيضاً بالكيف. ولقد شعرت كم نحن آثمون عندما شاهدت فيلماً تسجيلياً فى تليفزيون الدولة منذ عدة سنوات أعده الإعلامى المتميز «محمود التميمى»، وأوضح فيه أبعاد الظاهرة ميدانياً، وهو ما يوضح حجم الجرم الذى ارتكبناه فى حق هؤلاء الأطفال الذين شبّوا عن الطوق فى بيئة المخدرات والاغتصاب والسرقة، وممارسة كل فنون الرذيلة، وهم فى النهاية عندما يصبحون شباباً يتحولون إلى شىء آخر، إذ إن معظم أطفال الشوارع بالأمس هم «بلطجية اليوم»، لأنه ليس لديهم مأوى ولا مستقبل ولا أمل.