محمود صلاح

المتحدث مجنون.. «يبقى المستمع إيه»؟!

الجمعة، 03 يناير 2014 05:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلمى توقف فجأة عن الكتابة فى السياسة. فجأة وجدت نفسى «قرفت». كل الذى حدث ويحدث فى مصر الآن قلب كل الأشياء والمشاعر رأسا على عقب. اكتشفت أننى تغيرت دون أن أشعر أو أريد. أصبحت إنسانا آخر غير الذى عرفته طوال حياتى. أنا لم أعد أنا!
لم أكن أعرف فى حياتى شيئا اسمه الكراهية، وطول عمرى كنت ابتعد عن العنف، لكن الحياة التى أعيشها اليوم كلها كراهية وكلها عنف. الدنيا لم تعد نفس الدنيا. لم أعد أحب الكتابة عن السياسة لأنى لم أعد أصدقها، بل إننى لم أصدقها يوما من الأيام. السياسة شىء آخر غير الوطنية، وأغلب من عرفتهم من رجال السياسة اكتشفت أنهم مجرد تجار لا هدف لهم إلا مصالحهم الشخصية وطموحاتهم، وأغلب هؤلاء يبيعون شعارات المبادئ أو يتاجرون باسم الدين، وقال الله وقال الرسول، وكل هؤلاء لا يريدون مصلحتى، بل إنهم يستغلوننى لتحقيق مآربهم الشخصية!
لم أعد أحب الكتابة عن السياسة لأن السياسة التى أراها الآن هى فى حقيقتها صراعات دنيئة للاستيلاء على القوة وسرقة كرسى الحكم. هؤلاء وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا كما يزعمون كل هدفهم أن يحكمونى بشرعية أو بغيرها، المهم أن يحكمونا!
كرهت السياسة فى الجرائد والفضائيات والإنترنت، كل ما يحدث ويقال يدفعنى دفعا إلى فقدان الثقة والشك والتشكيك فى كل شىء، امتلأنا بمشاعر مكبوتة من الرفض والغضب والإحباط والاكتئاب، أصبحت حياتنا سوداء بفضل السادة المناضلين والمجاهدين والزعماء والنشطاء والأغبياء!
لم أعد أحب الكتابة ولا القراءة عن السياسة، لأن السياسة ليس فيها نبل وأخلاق. السياسة كلها مكر وخبث ومصالح خفية وكان أستاذى فى العلوم السياسية د.عز الدين فودة يقول: «السياسة رياسة». توقفت عن متابعة نجوم السياسة فى الفضائيات، لا المذيعين والمذيعات، بل وضيوفهم الدائمين الذين تتأرجح آراؤهم من اليمين إلى الشمال بكل سهولة، والذين «لبسونا فى الحيط» وقالوا عصر الليمون أفضل، واكتشفنا أن ليمونادة هؤلاء سم زعاف. كل واحد أو واحدة يقول فقط ما على هواه وهوى مصالحه. يتحدث باسم مصلحته وطز فى الوطن ولا أى اعتبار للناس البسطاء، رغم أنهم الأصل فى الحدوتة والغاية المفروضة لأى سياسة. لم أعد أحب الكتابة ولا القراءة عن السياسة، لأنها أصبحت كلها «كذب وخداع»، وكأن كل الذين يحدثوننا الآن..مجانين، لكن إذا كان المتحدث مجنونا..وجب على المستمع أن يكون..إيه؟!

اقرأ أيضا..

ضبط 4 قنابل وأسلحة وذخيرة بمنزل صديق الإرهابى عادل حبارة بالشرقية

خطيب التحرير يدعو لتدريس ثورتى 25يناير و30يونيه بالمناهج التعليمية

بالفيديو والصور.. حريق هائل يتسبب فى انفجار 9 سيارات بجراج قرب مبنى المخابرات بكوبرى القبة.. والحماية المدنية تسيطر على الحادث فى ساعة ونصف وتطالب بتفعيل نظام الإطفاء التلقائى

بالصور.. اكتشاف مقبرة صانعى الخمر لآلهة الفراعنة بالأقصر

"تدهور تدريجى" فى وظائف أعضاء شارون الحيوية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اؤيدك تماما فى كل ما طرحت ولكن ماذا سناخذ من الصمت والتقوقع غير الحزن والالم والانهيار

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

د. سامي مصطفي

أقلام ((العقل)) و ((الحكمة)) و ((التحليل المنطقي)) ..... هي ((نبراس وهادي الثورات))

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة