أكرم القصاص - علا الشافعي

مزارع بالشرقية لـ"اليوم السابع" بعد حرقه لمحصول القطن فى الحقل لتدنى سعره: سكبت البنزين على الأرض وأنا أقول "حسبى الله ونعم الوكيل".. الحزن يعتصرنى ولست نادمًا على حرقه.. نحن محاصرون بالضغوط والديون

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 01:01 ص
مزارع بالشرقية لـ"اليوم السابع" بعد حرقه لمحصول القطن فى الحقل لتدنى سعره: سكبت البنزين على الأرض وأنا أقول "حسبى الله ونعم الوكيل".. الحزن يعتصرنى ولست نادمًا على حرقه.. نحن محاصرون بالضغوط والديون حلمى رشاد وسط مزراع القطن بالقرية
الشرقية - إيمان مهنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ نعومة أظافرنا حبونا ومشينا ثم جرينا وهرولنا فى سباق مع أترابنا من أطفال القرية على من يصل أولا إلى غيط القطن الذى كان يعنى لنا كأطفال أحلاما سعيدة وأغانى وفرح وفلوس.. وفى المدرسة تعلّمنا أنه الذهب الأبيض احتفاء وإكراما له واهتماما بقيمة هذا المحصول الذى كان حيويا وإستراتيجيا وجنيه وجمعه كان عيدا فى القرى وعند الفلاحين.. ثم بدأ هذا الذهب الأبيض شيئا فشيئا يسود مستقبله ويفقد بريقه فى مصر دون بقية دول العالم المنتجه له.. بدأت مشاكل زراعة القطن وتسويقه منذ بداية التسعينات ثم أخذت الأزمات تحاصره وتضيّق عليه الخناق عاما بعد عام حتى وصلنا إلى مرحلة إشعال النار فى المحصول بأراضى زراعته وحقوله.. وكأننا بذلك نقرأ الفاتحة على قبر دفن القطن فى مصر إلى مثواه الأخير وإلى الأبد.. ذكريات سعيدة وجميلة مرت سريعة فى خاطرى عن القطن ثم تلاشت عقب سماعى لقيام مزارع بحرق المحصول فى الحقل.. الذكريات بدأت من زراعة القطن بالتقاوى ثم تخفيف للنبات أو الرباية كما نسميها فى الريف مرورا بتنقية الحشائش ثم تنقية اللُطع يعقبها رش القطن بالمبيدات إذا تجاوزت الآفات حدودها وفشل أنفار اللطعة فى مواجهتها ثم ظهور الليمون وهو اللوز فى مرحلة الخضار ثم ما يلبث أن ينضج ويحمر ويتفتح ليخرج منه الذهب الأبيض.. كل هذه الحكايات توارت فجأة من الخيال حتى نفيق ونستقر على أرض الواقع المؤلم، حيث التقى "اليوم السابع"، "حلمى رشاد" ابن مركز صان الحجر بالشرقية الذى قام بإضرام النيران فى محصول القطن الخاص به لاعتراضه على تدنى سعره مقارنة بالتكلفة.

وأكد المزارع المكلوم أننى لست نادما على ما فعلت بالقطن رغم أن الحزن يعتصرنى على محصول سهرت أياما وشهورا عليه كنت بدبر مصروف بيتى وبحرم نفسى من اللقمة لتوفير نفقات الأسمدة أو الرش ويكون أحسن محصول فى الناحية، لكننى ماذا كنت سأفعل وأنا أرى مجهودى يضيع أمام عينى وتتراكم على الديوان بسبب تكلفة الجنى وفى الآخر حتى مش هقدر أسددها.

أوضح "حلمى" أنه أب لثلاث بنات وشاب وأنه مثله مثل كل المزارعين يعانى ضغوطا كثيرة، بسبب ضيق الحال وأنه ليس له أى دخل سوى أرضه الزراعية التى مساحتها 3 أفدنة، قائلا، مفيش مسئول بيفكر فى الغلبان.. الناس خلاص كرهت حياتها بسبب ضيق العيشة وعدم الاهتمام.

نحن أهالى مركز صان الحجر والحسينية نعانى مشكلات كثيرة لا يوجد فيها حلول كافية للزراعة ونعانى الأمرين بسبب مياه الصرف وارتفاع تكليف القطن وأننا نضطر لزراعة القطن، لأنه يشد الأرض ويخصبها ولكنه مكلف جدا مقابل السعر المطروح سواء للعام الحالى أو الأعوام السابقة.

وأضاف أننا نعانى بسبب ارتفاع تكاليف السماد وأدوية الرش أننا لا نجد الأسمدة إلا فى السوق السوداء تتكلف الرشة الواحدة 800 جنيه للفدان ويحتاج 3 مرات رش للحماية من الدودة وتأجير عمالة لجمع الأوراق المتآكلة هذا بخلاف تكاليف الجمع والتى تفوق سعره بمراحل فى حين لا نجد أى عناية من الدولة أو رعاية من وزارة الزراعة.

وتابع حلمى أن العمال الزراعيين الواحد بـ40 جنيها مقابل أجر عمل حتى الظهر و70 جنيها حتى العصر، فضلا عن عدم جديتهم فى العمل، مما يعد تكلفة مضاعفة، مشيرا إلى أن الـ3 فدادين إلى عندى يحتاجون إلى أكثر من 120 عاملا، لجنى المحصول وحسب التكلفة الجنى والرش وجدت الفدان يتكلف 9 آلاف جنيه إلى 11 ألف جنيه زراعة وجنى يعطى إنتاجية 10 قناطير بسعر 950 جنيها وبذلك لا يعوض 10% من تكلفته مضيفا فى هذا اليوم وقعت مشادة كلامية بينى وبين العمال على الأجرة وعدم جدية العمال فى الجمع فحلفت بالطلاق لحرق القطن لوقف الخسائر فقمت بسكب البنزين على الأرض التى أكلت النيران ما يقرب من فدان من المحصول أى نحو الثلث.

وتمكنت الحماية المدينة بالشرقية من السيطرة على الحريق فى الأرض الزراعية بعزبة الأربعين التابعة لمركز صان الحجر والمنزرعة قطن جاهز للجمع.

وتحفظت الشرطة على صاحب الأرض داخل مركز صان الحجر وتحرر المحضر رقم 2938 إدارى المركز وبعرضه على نيابة الحسينية تحت إشراف المستشار محمد الباز محامى عام نيابات شمال الشرقية قررت الإفراج عنه من ديوان المركز وحفظ التحقيق.



حلمى رشاد وسط مزراع القطن بالقرية<br>

حلمى رشاد وسط مزراع القطن بالقرية

 آثار حريق القطن بالأرض الزراعية


آثار حريق القطن بالأرض الزراعية


 حلمى رشاد المزراع الذى أضرم النيران فى أرضه


حلمى رشاد المزراع الذى أضرم النيران فى أرضه


 المزارع وسط المحصول المحروق


المزارع وسط المحصول المحروق


"زراعة كفر الشيخ": المساحة المنزرعة بالقطن بلغت 287 ألف فدان









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

بي صلا

ولكن اقول لك

بكرة تشوفوا يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

كاذب

عدد الردود 0

بواسطة:

وزير

عندى 20 فدان حرقتهم زيك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

البني ادم ده مكنش عارف سعر المنتج بعد الجني هيبقي كام ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

فيصل

ناس بتسطعبط

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل البرعي

رقم 1 بلاش شماته

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الحق

ولماذا تزرع قطنا وأنت تعرف تكلفته وأسعاره

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الفلاح المصرى الله يكون فى عونه

عدد الردود 0

بواسطة:

ehabebrahim

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو صلاح

شغل فلاحين مع الاخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة