إسراء عبد الفتاح

خواطر مرحلية

الجمعة، 10 أكتوبر 2014 07:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرحلة غريبة تلك التى نعيش فيها فى مصر، اللامنطق أصبح عنوانا، الابتذال يمينا ويسارا، الرحمة والإنسانية تنحصر، الشماتة والدونية تتمدد،  العجرفة تنتشر والتواضع يندر، أن تتدخل فى حياة الآخرين وتفرض آراءك أصبح القاعدة، وأن تعتنى بنفسك فقط وتحترم الآخر حتى لو اختلفت معه أصبح شاذا. 
يرفض القاضى أن يحول مريضا سجينا للمستشفى للعلاج دون أدنى سبب واضح، هل المريض يتمارض مثلا؟ أم أنك تريده قتيلا بيد الثأر والانتقام نظرا لأن السجين يتبنى فكرا مخالفا؟ وهنا نبحث ونتساءل: أين دولة القانون فى مجرم برتبة رئيس سابق مخلوع يعالج فى أفخم مستشفيات مصر وسجين اتفقت أو اختلفت على براءته يمنع من العلاج بقرار قاض؟.. أين العدالة؟ أين المنطق؟ أين الإنصاف؟ أين هيبة دولة القانون؟ 

نريد أن نعرف حيثيات رفض القاضى نقله للعلاج.. هل هذا من حقنا أم لا؟ حيث إنه نقل فقط لبضع ساعات للفحوص وعاد مرة أخرى للمستشفى بعد 7 ساعات مارسنا فيها كل سبل الضغط، نعم الضغط، الضغط من أجل علاج! ليس الضغط من أجل حريات والعياذ بالله! وهذا كان من قبل السلطة القضائية، أما من جهة الرأى العام، فالغالبية صامتة، والباقى من أولاد مبارك ومرسى اجتمعوا سويا على الشماتة وتشاركوا فى السباب ! شامت فى المرض وسابب لمريض لا يطلب إلا العلاج! 
انتحار المنطق وانعدام الإنسانية

وفى زاوية منفرجة أخرى من الاهتمامات المجتمعية المرحلية التى نمر بها نجد اهتماما مبالغا فيه، وتغطيات ووجهات نظر هنا وهناك عن مشادة نشأت بين إعلاميين بين مطارى نيويورك والقاهرة، وبغض النظر عن تفاصيلها وما حدث، ولكن هذا يدل على ما نعيشه من فراغ مجتمعى وشغف بالفضائح، فأحد الإعلاميين- ولا أعلم وجهة نظره فى ذلك- اهتم بتغطية المشادة على حسابه الإلكترونى، فاختلط الخاص بما هو عام وما ينشر بما لا ينشر، وانهالت الاتهامات وتصاعدت القضية لدرجة المطالبة بسحب جنسية مصرى! 

وكأن سحب الجنسية بالأمر الهين الذى بيد أى مواطن يكره مواطنا أو يختلف معه فى رأيه أو ألفاظه أو حتى أفعاله، وهذا استكمال لمسلسل تجاهل دولة القانون الذى لا نعرف له نهاية، فالإعلام اصبح يحلل ويتهم ويصدر أحكاما ويحرض، فلماذا نستعجب من انعكاس ذلك على أفراد المجتمع؟! 

أما عن خبر استشهاد عامل آخر فى حفر قناة السويس الجديدة فلم يأخذ حتى زاوية حادة صغيرة فى حيز الاهتمام الإعلامى والمجتمعى، فقد ذكر على استحياء ولم يهتم أحد بمعرفة ظروف هذا العامل والحديث مع أهله، وماذا نستطيع أن نقدمه له ويمكن كلنا جميعا لا نتذكر حتى اسمه واسم من سبقه فى الاستشهاد أثناء العمل فى حفر مشروع قناة السويس الذى يعتبره المصريون أكبر مشروع قومى وساهموا بأموالهم لاستكمال هذا المشروع! وهنا لا يسعنى إلا أن أقول «يا مصر يا كل حاجة وعكسها»! 

ونأتى للخاطرة الأكثر قسوة، والأبشع ألما وهى مقتل الشاب المدافع عن الفضيلة الرافض للانحطاط الأخلاقى، المتصدى وهو أعزل للبلطجية بأسلحتهم البيضاء، مات شهيد الواجب المجتمعى ولا نعلم حتى الآن ما هو مصير من قتله! مات شهيد الواجب، وظل المجتمع كما هو يعانى من تحرش لفظى وجسدى ومن عنف وصل لمرحلة القتل! وتساءلت منظمات المجتمع المدنى القائمة على رصد الظاهرة والتصدى لها: أين الشرطة؟ هل أمناء الشرطة الذين نرى أعداهم بالآلاف وأكثر بكثير لمحاصرة مظاهرة من عشرات الأفراد أصبحت الآن أعدادهم غير كافية للتواجد وتأمين الحدائق والمتنزهات الأكثر عرضة للتحرش، فهذا يحدث كل عيد! فبالتالى أصبحت الأماكن معروفة والآلية معروفة حتى أصبح أشكال المتحرشين بالنوع المألوف! إذًا فما هو الدافع وراء التقصير لحماية الفتيات من قبل الشرطة؟ ما هو الدافع وراء اختفاء الشرطة وتحول المواطنين العزل كمدافعين عن الفتيات سواء من قبل منظمات مجتمع مدنى وحملات مدنية كحملة شفت تحرش وغيرها، مما يعرض حياتهم للخطر وها هو اليوم يدفع شاب حياته نتيجة لذلك!! كيف سنكرم هذا الشاب الذى هو فى مكان أفضل وبين يد الرحمن!! كيف سنجسم فيه وفى استشهاده سموا للفضيلة والأخلاق!! كيف سنصنع منه مثلا أعلى حتى يضع المتحرشون فى أعينهم حصوة ملح !!!
إلى متى سيظل تقصير الشرطة فى حماية المدنيين!!!!!
هل من مجيب؟؟؟

هذا ليس انتهاء للخواطر الأليمة ولكن محاولة لسرد بعضها لعل وعسى نستطيع أن نتعافى منها ونضع أيدينا على العلة ونحاول أن نخلق الدواء ونتعاطاه بانتظام حتى يكتب الله لنا الشفاء،،،،

اللهم بلغت اللهم فاشهد.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين على

أين

اين أسماء محفوظ ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

بو على

خواطر مرحلية

عدد الردود 0

بواسطة:

كمبل

هل تحترم اسماء القانون ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

المنشاوى

ايه ده ع الصبح

اعلى

عدد الردود 0

بواسطة:

الزينى

كلام حيوى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة