قضايا وملفات شائكة.. التربية والتعليم إلى أين؟ "4"

جميل هو مسمى وزارة التربية والتعليم فى مصر، حيث تأتى التربية قبل التعليم، وبالتالى كنا نتوقع أن تكون للتربية وتهذيب الأخلاق وزرع المبادئ السامية لمجتمعنا مكان فى نفوس أولادنا منذ نعومة أظافرهم، لأنك إذا أردت تغيير مجتمع وتغيير عاداته وسلوكه فعليك بالنشء فى هذا المجتمع.

لكن للأسف كان التركيز على التعليم وعلى مكان التعليم أكثر من أى شىء، وحتى فى هذا لم ننجح؛ فعدد التلاميذ أكثر من المطلوب فى كل فصل والمنهج التعليمى يعتمد على الحشو والحفظ، وما زال المعلم يعانى من الإهمال وقلة الراتب وتكدس الفصول وغيرها من مشاكل المدرسة وعقل الطفل يئن من مناهج عقيمة أصابها الفتور مع مضى الزمن.

لا شك أن قضية التربية والتعليم ما قبل الجامعى كانت محورًا أساسيًا عند واضعى دستور 2014 لذلك تمت صياغة المواد الدستورية التى تمكن القائمين على العملية التعليمية من خلق نموذج تعليمى راقٍ، ينتج تلميذًا حاصلًا على القدر الكافى من التربية والتعليم والأخلاق.

لذلك فإننى أناشد القائمين على التربية والتعليم فى البلد أن يقرأوا الدستور ويعدوا القوانين والتشريعات التى تمكنهم من إحداث نقلة نوعية فى مجال التربية والتعليم والأخلاق، كما أراد الشعب المصرى وعبر عنه فى مواد الدستور المتعلقة بالتعليم، لا نريد حججًا واهية من المسئولين عن التعليم وأول هذه الحجج عدم وجود بيئة تشريعية ملائمة للتربية والتعليم فى البلد كما هو موجود فى البلاد المتقدمة.

المناهج فى اليابان وكوريا والصين تدرس الأخلاق كمادة أساسية؛ وكذلك المرور والنظافة والسلوك فى الشارع أكثر من الاهتمام بالمعلومات خصوصا للسن من " 6 سنوات" حتى" 15 سنة "ويهتمون بمناهج الفهم وليس المناهج النظرية التى تعتمد على ملكة الحفظ فقط؛ بالتربية السليمة والأخلاقية سنكون مجتمعًا نظيفًا، مجتمع يحترم المرور ويحترم فيه الصغير الكبير، ولن يكون هناك تحرش ولن يكون هناك أنانية وعدم إيثار .

كل شىء خطأ يمكن أن نعالجه والقضاء عليه شبه نهائى بعد " 15 سنة" من الآن إذا علّمنا أولادنا فى الروضة والصف الأول الابتدائى من الآن بخطة محكمة تضعها الدولة.. حمى الله مصر وشعبها.