وأوضح أن أوباما الذى أعلن أن هدف السياسة الأمريكية هو إضعاف داعش وهزيمته تماما، يجد نفسه الآن تحت ضغوط لتصعيد العمل العسكرى فى سوريا، وهو طريق يعتقد زكريا أنه يمضى نحو الفشل، وقال "إنه ينبغى على الإدارة الأمريكية أن تتخلى عن لهجتها النبيلة، وتوضح أنها تركز على استراتيجية ضد داعش يمكن تحقيقها وهى الاحتواء".
ورأى زكريا أن التصعيد فى سوريا لا يمكن أن يحقق الأهداف الأمريكية، ومن شبه المؤكد أن يسفر عن فوضى وعواقب غير مقصودة، والحقيقة الأساسية هى أن واشنطن ليس لديها شركاء محليين جادين على الأرض.
وقال "من المهم أن نفهم أن الجيش السورى الحر ليس موجودا فى الحقيقية، حيث يشير تقرير صادر عن الكونجرس إلى أن هذا الاسم لا يشير إلى هيكل له قيادة منظمة، وسيطرة ذات بعد وطنى، كما شهد مدير المخابرات الوطنية الأمريكية أن معارضة الرئيس السورى بشار الأسد تتشكل من 1500 ميليشيا منفصلة".
وتابع زكريا قائلا إن "الاستراتيجية الأمريكية بتصعيد الضربات الجوية فى سوريا، حتى لو صاحبها وجود قوات برية، تتمنى أن القوات الأضعف والأكثر افتقارا للتنظيم فى البلاد تصبح بطريقة ما هى الأقوى، وتهزم داعش فى البداية، ثم تهزم الرئيس الأسد، كل هذا مع محاربة جماعتى جبهة النصرة وخرسان، إلا أن فرصة حدوث كل هذا بعيدة والأكثر احتمالا أن القصف العنيف لسوريا سيثمر عن فوضى وعدم استقرار على الأرض، ويؤدى إلى مزيد من تدمير البلاد ويعزز وضع تزدهر فيه الجماعات الإرهابية ".
وأكد الكاتب أن نجاح أى استراتيجية يتطلب وجود عنصرين؛ سياسى وعسكرى، إلا أن العنصر العسكرى ضعيف والسياسى غير موجود بالأساس، ويعتقد زكريا أن الحل السياسى، كما هو مفترض، يجب أن يكون نوعا من تقاسم السلطة، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة فى سوريا، وحاولت أن تقوم به فى العراق، إلا أن اتفاق تقاسم السلطة بدأ ينهار بعد أشهر من رحيل القوات الأمريكية.
وشدد زكريا ختاما على أن الاستراتيجية التى يمكن أن يكون لها فرصة نجاح فى التعامل مع داعش هى الاحتواء، من خلال تعزيز الجيران الذين هم عرضة للتهديد أكثر من الولايات المتحدة ويرغبون فى محاربة التنظيم الإرهابى عسكريا وسياسيا، ويشمل ذلك العراق والأردن ولبنان وتركيا ودول الخليج.
الصحيفة
