دراسة حديثة تُعلن براءة "قش الأرز" من تهمة ظهور السحابة السوداء.. خبيرة بالمركز القومى للبحوث: السحابة السوداء تظهر فى سبتمبر بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة كميات الملوثات

أكدت دراسة حديثة، أن قش الأرز ليس له دور فعلى فيما يتعلق بظهور السحابة السوداء، لافتة إلى أن السبب فى ذلك الفهم الخاطئ هو أن ميعاد حصاده يكون خلال شهر سبتمبر.

وقالت الدراسة، التى أعدتها الدكتورة أمانى قنصوة أستاذ ميكروبيولوجى بالمركز القومى للبحوث، إن قش الأرز "مظلوم" فى هذه القضية، مضيفة أن المشكلة قائمة وأن المخلفات الزراعية بالحقول ممتدة لمئات من الأمتار، تُحرق على مدار العام، ولكننا نشعر بـ"السحابة السوداء" فى الشهور الأخيرة من العام، بداية من شهر سبتمبر لأسباب لا علاقة لها بالقش.

وأضافت الدراسة، أن سبب الظهور الفعلى لظهور السحابة السوداء فى سبتمبر، ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة أشعة الشمس، وبالتالى ترتفع درجة حرارة الهواء قرب سطح الأرض، وقالت "الهواء الدافئ أخف من الهواء البارد، لذا فإنه يتصاعد بعيداً عن سطح الأرض حاملاً معه جميع الملوثات الموجودة فيه، وذلك يساعد على نقلها إلى أعلى"، لافتة إلى أن هذا يحدث فيما قبل شهر سبتمبر من كل عام.

وأكدت الدراسة، أن ميعاد حصاد قش الأرز يكون فى تلك الفترة التى يكون فيها حالة الانعكاس الحرارى فوق القاهرة قويًا جدًا، حيث يساعد هذا الانعكاس على حبس الملوثات فى الهواء قرب سطح الأرض.

وقالت، "تكون السحابة السوداء أكثر وضوحًا، حيث تؤدى بدورها إلى التلوث البيئى الخطير فى الهواء والماء والتربة، وكذلك يمتد تأثيرها السلبى على صحة الإنسان، وأخطرها أمراض الجهاز التنفسى".

وأوضحت الدراسة، أنه حين تتعرض منطقة ما لضغط جوى مرتفع، فإن تيارات الهواء تهبط ببطء من طبقات الجو العليا إلى أسفل فى اتجاه الأرض، وأثناء هبوطها ترتفع درجة حرارتها تدريجياً، وعندما يتقابل الهواء الهابط من أعلى مع الهواء الصاعد من سطح الأرض تكون درجة حرارة الهواء الصاعد أقل من الهواء الهابط، وبالتالى تتكون طبقة بين كتلتى الهواء الهابط والصاعد تسمى a، وهذه الطبقة المتكونة تعمل كسقف تحجز تحته الهواء الصاعد بكل ما فيه من ملوثات، وبالتالى تقلل بدرجة كبيرة من انتشار هذه الملوثات لأعلى بعيداً عن سطح الأرض.

وتابعت الدراسة: حينئذ تظل الملوثات محبوسة، ويزداد تركيزها الذى يؤدى إلى تلوث الهواء الذى نستنشقه، وهذه الطبقة أو هذا السقف يكون على ارتفاع بين 500 و1000 متر فقط، ويزداد ارتفاع هذا السقف نهاراً ويقل هذا الارتفاع ليلاً، والسبب فى ذلك أن درجة حرارة الجو تقل ليلاً، مضيفة أن الهواء الصاعد من سطح الأرض يكون باردًا ولا يرتفع لأعلى مسافة كافية كما يحدث فى النهار، حيث يهبط السقف لأسفل قريباً من سطح الأرض، مما ينتج عنه حبس جميع الملوثات الموجودة على مسافات قريبة من سطح الأرض، موضحة أن هذا يفسر لماذا نشعر بالسحابة السوداء الناتجة عن حرق المخلفات، سواء قش الأرز أو خلافه بدرجة أكبر بعد غروب الشمس عنه أثناء النهار.

وطالبت الدراسة بضرورة البدء فورًا فى اتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة فى تطبيق إعادة استخدام المتبقيات والنفايات الزراعية والحيوانية والنباتية، للحد من معدلات التلوث البيئى، وما يجلبه من آثار سيئة على الصحة والبيئة ككل.