الأطفال يولدون كالصفحة البيضاء ونحن كآباء وأمهات نستطيع أن نكتب فى هذه الصفحة ما نريد، نعم قد يكون هناك بعض الاختلافات لدى هؤلاء الأطفال فى استعدادهم الفطرى لتعلم أو اكتساب بعض المهارات والسلوكيات، ولكن الطفل يكون فى سنوات عمره الأولى كالعجين اللين نستطيع تشكيله وتعديله كيفما شئنا، بهذه الكلمات أكد الدكتور محمد رمضان الأخصائى النفسى على دور الأباء فى تعديل سلوك الأبناء.
وتابع "إنها عملية التربية، التى تنطوى على تعديل السلوك وإكساب القيم وتكوين شخصية الطفل، و هناك العديد من السلوكيات الإيجابية وأيضا السلبية التى قد يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة نتيجة اكتسابه بعض المهارات والخبرات من خلال احتكاكه بأطفال آخرين فى الحضانة أو المدرسة أو حتى من أقرانه، وأيضا من خلال تقليده و محاكاته لما يراه من سلوكيات الأم والأب.
ومن هذه السلوكيات السلبية التى قد يتعلمها الطفل "الانتقاد الدائم للآخرين" سواء إن كانوا أقرانه أو زملاءه أو مدرسيه أو المحيطين به أو حتى من يراهم فى الشارع أو التليفزيون، وهذا الانتقاد غالبا ما يصيب الطفل بنوع من الاضطراب، حيث يجعله مغرورا متعاليا وغير متوافق مع من حوله، وغير قادر على التفاعل والتواصل مع الغير، مما يعرضه لكثير من المشاكل كالانطواء والعدوانية والعزلة و نبذ الآخرين له.
ولعلاج هذه المشكلة، ينصح "د.محمد" بالبدء فى العلاج بشكل فورى حال ملاحظتها على سلوك أبنائنا وذلك من خلال التحدث معه بشكل تقويمى محبب، و تعديل هذا السلوك السلبى من خلال التركيز على محاكاة عقله لا عواطفه، وترهيبه بشكل واع ومحبب، كأن تقول الأم "لا تنتقد حتى لا يتم انتقادك".
وأضاف أنه يجب على الأبوين تجنب فعل أى من هذه السلوكيات أمام الطفل، لأنهما قدوة لأبنائهم، فلا تنتقد الغير أمام الطفل مهما كانت موضوعية الانتقاد، فالطفل لا يفهم طبيعة النقد الموضوعى، و كذلك لابد من دمجه فى علاقات جماعية مثل إشراكه فى الألعاب الرياضية الجماعية فى النادى والألعاب الجماعية.
