ناصر عراق

مُعجز نجيب محفوظ

الخميس، 11 ديسمبر 2014 03:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تهل ذكرى ميلاد نجيب محفوظ فليسكت الجميع، وليعتصم السياسيون والمحللون وأشباههم بالصمت، ولينتهزوها فرصة لإعادة تأمل حياة وإبداعات أعظم مصرى أطل علينا فى القرون الأخيرة.

أجل.. فمحفوظ - الذى نحتفل اليوم 11 ديسمبر بذكرى ميلاده الثالثة بعد المائة - عشق هذا البلد كما لم يعشقه أحد من قبل، وأكاد أجزم أنه ما من امرئ أدرك طبيعة الشخصية المصرية بكل جمالها وحلاوتها وخستها وتناقضاتها مثلما أدركها صاحب «الحرافيش»، ولا أعرف كيف يصل أولو الأمر فى مصر إلى مناصبهم دون أن ينهلوا من أدب هذا العبقرى الفذ، إذ يخيل إلىّ أنك من المستحيل أن تسوس الشعب المصرى وأنت تجهل خصائصه وميزاته، وأهم نقاط القوة التى تكمن داخله، وما من شىء قادر على «تلخيص» الشخصية المصرية وسبر أغوارها مثل روايات نجيب محفوظ.

تتكئ عبقرية صاحب نوبل 1988 على ثلاثة أعمدة رئيسية، هى: الجدية الشديدة التى تعامل بها مع إبداعه، فقد ظل الرجل يكتب فى بداية حياته دون أن يحظى بلذة النشر، ومع ذلك لم يستسلم لغول اليأس، وواصل رحلته المضنية مع القص.

أما ثانى الأعمدة التى تكشف عن تفرد هذا الرجل، فهو تمتعه بمقدرة مدهشة على الدأب والتنظيم المحكم لوقته وحياته، بحيث لا تنفلت منه الأيام بلا فائدة، ويبقى فى النهاية تواضعه الساحر الذى فاق كل خيال، والذى خلا من شبهة افتعال أو تصنع، ويكفى أن الأستاذ نجيب قال فور علمه بحصوله على جائزة نوبل أنه كان يتمنى أن يحصل عليها أساتذته طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم!

أذكر جيدًا عندما توليت مهام رئيس القسم الثقافى فى مجلة الصدى التى تصدر من دبى أن رئيس التحرير الأستاذ سيف المرى طلب منى إعداد كتاب عن نجيب محفوظ بمناسة ذكرى ميلاده، وبالفعل أصدرنا الكتاب فى ديسمبر 1999، تحت عنوان «قيصر الرواية العربية»، وحقق الكتاب نجاحًا مشهودًا.

لم يجد أبو العلاء المعرى أية غضاضة فى أن يضع كتابًا عن أحمد أبىالطيب المتنبى وأسماه «معجز أحمد»، ونحن نستطيع وصف إبداعات صاحب الثلاثية هكذا «مُعجز نجيب».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة