بعد قطيعة دامت 50 عاما.. أوباما يفتح صفحة جديدة مع كوبا.. ويعلن تطبيع العلاقات ووقف العقوبات ورفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وتدشين مقرات للسفارات..ويؤكد: سياسة العزل أثبتت فشلها

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 09:49 م
بعد قطيعة دامت 50 عاما.. أوباما يفتح صفحة جديدة مع كوبا.. ويعلن تطبيع العلاقات ووقف العقوبات ورفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وتدشين مقرات للسفارات..ويؤكد: سياسة العزل أثبتت فشلها الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مساء اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت علاقتها مع الشعب الكوبى، واصفا ذلك التغيير بأنه الأكبر فى السياسات الأمريكية منذ 50 عاما، مشيرا لقيام واشنطن بتطبيع العلاقات بين البلدين، لأن تلك التغييرات ستخلق فرصا أكبر للشعبين الأمريكى والكوبى، مؤكدا أنها بمثابة فصل جديد بين أمتين شهدتا علاقات معقدة فى السنوات الماضية.

وأكد أوباما فى كلمة له فى البيت الأبيض أنه فى أعقاب أزمة خليج الخنازير التى وقعت بين كوبا وأمريكا اتخذت العلاقات بين البلدين مسار الحرب الباردة التى واجهت فيها واشنطن الفكر الشيوعى برغم الحدود التى تفصل بين البلدين والتى لا تتعدى 144 كم.

وتابع أوباما بالقول: "لقد ولدت عام 1961 أى بعد بضع سنوات من وصول فيدل كاسترو للسلطة فى كوبا وهو نفس العام الذى شهد أزمة خليج الخنازير "الصواريخ الكوبية"، عام بعد عام ازداد الحاجز الاقتصادى والسياسى بين البلدين".

وأوضح أوباما أنه فى نفس الوقت كان المهاجرون الكوبيون فى الولايات المتحدة يقدمون مساهمات عظيمة للمجتمع الأمريكى فى مجالات السياسة والبيزنس والرياضة والثقافة والفن مثلهم مثل كل المهاجرين الذين أعادوا بناء أمريكا، رغم شعورهم بالحنين إلى وطنهم وذويهم الذين تركوهم خلفهم فى كوبا، وهذا خلق علاقة فريدة من نوعها بين البلدين.

وأكد أن واشنطن واصلت دعم الديمقراطية والحريات فى كوبا خلال العقود الخمسة الماضية من خلال قوانين وقيود وعقوبات استهدفت عزل كوبا للتأثير على الحكومة الشيوعية التى تحكم هناك، بالرغم أن تلك القوانين تم صياغتها من أجل مستقبل أفضل لكوبا لكن لم تنضم إلينا دول أخرى فى فرض عقوبات على كوبا مما جعل تأثيرها ضئيلا على حكومة كاسترو، معترفا بفشل سياسة العزل التى مارستها واشنطن تجاه كوبا فى تحقيق أهدافها.

وقال أوباما إن كوبا لا تزال حتى الآن يحكمها الحزب الشيوعى الذى صعد إلى السلطة منذ نصف قرن وهى فترة تسبق مولد أغلبيتنا، أضاف: "عندما جئت إلى البيت الأبيض وعدت بإعادة النظر فى العلاقات الأمريكية الكوبية، بدأنا تغيير العلاقات بقرارات رفع منع السفر الأمريكيين إلى كوبا، هذا أدى إلى إعادة التواصل بين الأمريكيين والكوبيين وعائلاتهم فى كوبا، لكن حبس آلان جروس كان بمثابة عقبة أما تلك التغييرات.

وكشف أوباما عن مباشرة واشنطن للمفاوضات مع الجانب الكوبى للإفراج عن الان جروس واستكمال مسيرة العلاقات بين البلدين.

قال أوباما "اليوم أفرجت كوبا عن آلان جروس لأسباب إنسانية إلى جانب ذلك أفرجت كوبا عن واحد من أفضل عملاء المخابرات الأمريكية الذى ظل مسجونا فى كوبا لمدة 20 عاما مقابل الإفراج عن 3 عملاء كوبيين فى السجون الأمريكية، مشيرا لقيام العميل الأمريكى بإمداد أمريكا بمعلومات استخباراتية قيمة ساعدت على السيطرة على تجارة تهريب البشر بين الحدود الأمريكية الكوبية، بعد الإفراج عن الأمريكيين نستطيع أن نستكمل مسيرة التغييرات فى العلاقات بين الأمتين".

وأضاف الرئيس الأمريكى قائلا، إنه كلف وزير الخارجية جون كيرى بالاتصال بنظيره الكوبى لإجراء محادثات حول إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وفتح سفارتين، هذا وأشار أوباما إلى أنه كلف كيرى بإعادة النظر فى تصنيف كوبا كدولة داعمة للإرهاب.

وكشف أوباما عن خطط لفتح قنوات للتعاون بين البلدين فى ملفات مثل مكافحة الإرهاب، الصحة، الكوارث الطبيعية، تهريب المخدرات، واستطرد "رأينا أن كوبا قامت بإرسال العديد من الأطباء إلى إفريقيا لمكافحة انتشار مرض فيروس الإيبولا، وهو الأمر الذى نستطيع أن نمد فيه جسور التعاون مع كوبا لمحاربة المرض معا".

وقال "أوباما" إنه قرر أيضا رفع اسم دولة "كوبا" عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب بعد تغير مفهوم الإرهاب خلال 50 عاما، مؤكدا فتح قنوات تجارية بين البلدين وحرية تبادل المعلومات، لتقديم المساعدة لقطاع العمل الخاص الذى ينمو فى كوبا.

وأضاف أوباما "سنرفع القيود عن العلاقات المالية بين البلدين، حيث سيكون متاحا للبنوك والمؤسسات المالية الأمريكية فتح حسابات فى "كوبا" والعكس صحيح، لتنشيط حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين".

وقال "أوباما" إنه تحدث أمس مع الرئيس الكوبى "راؤول كاسترو" وطالبه برفع القيود عن الشعب الكوبى، والإفراج عن مزيد من المساجين أصحاب الرأى، وإتاحة استخدام الإنترنت للشعب الكوبى بشكل أوسع نطاقا، واعد برفع الحظر عن كوبا.

وصرح "أوباما" بأنه لا يتوقع تغيّر السياسات فى كوبا خلال ليلة وضحاها، ولكنه يؤمن بأن سياسة التعاون مع "كوبا" ستزيد سرعة وتيرة التغيير داخل "كوبا" بشكل يفوق سياسة العزل والحظر.

وتابع "أوباما" بأنه لا يعتقد أن اتباع سياسة عمرها 50 عاما، سيغير الواقع السياسى فى كوبا، فقد أثبت ذلك النهج فشله خلال السنوات الماضية.

فى نهاية كلمته وجه "أوباما" شكره لبابا الفاتيكان "فرانسيس" للدور الذى قام به من أجل الإفراج عن المتعاقد "ألان جروس"، والحكومة الكندية لرعاياتها المفاوضات بين البلدين، وأعضاء الكونجرس الذين اهتموا بقضية الإفراج عن "جروس".

يذكر أن العميل الأمريكى المحتجز وصل إلى الولايات المتحدة على متن طائرة أقلته مع زوجته وأعضاء فى الكونجرس فى رحلة العودة بعد احتجاز دام منذ عام 2009. وجاء إطلاق سراحه كجزء من صفقة مع كوبا مهدت الطريق لتغيير جذرى فى السياسة الأمريكية تجاه كوبا.

وأجرى أوباما اتصالاً هاتفيا مع الرئيس الكوبى راؤول كاسترو، الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على البيان الذى يتضمن الإعلان عن عودة العلاقات، واستغرق الاتصال ما بين 45 دقيقة، إلى ساعة، فى اتصال هو الأول من نوعه على هذا المستوى بين الرئاستين منذ الثورة الكوبية، وقد بدأت المحادثات بين مسئولين من البلدين منذ عام 2013 وقامت كندا برعاية هذه المفاوضات.




موضوعات متعلقة :

بعد 50 عامًا من إقرارها.. أمريكا تعلن تعديل العقوبات على كوبا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة