محمود سعد الدين

فساد على الطريق

السبت، 20 ديسمبر 2014 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يحدث على الطريق الدائرى؟ كيف تنفق الدولة الملايين سنويا على إصلاحات وإعادة رصف ولا يزال الدائرى كما هو بعيوبه المعهودة؟.. فواصل سيئة للغاية، ورصيف غير ممهد على الإطلاق يحتوى على مطبات هوائية وحفر فى أماكن مختلفة تهدد بعشرات الحوادث يوميا.

أقص لكم باعتبارى مواطنا يستخدم الطريق الدائرى يوميا وتحديدا من ميدان الرماية وحتى ميدان لبنان، بدأ العمل فيه قبل عام ونصف واستمر 5 شهور متتالية على الجانبين، وأعيد تمهيد الطريق بأكمله وتجديد الفواصل وتحديد المسارات ورسم الحارات، ولكن قبل مرور 3 أشهر  من انتهاء العمل، ظهرت العيوب مجددا كما هى نفس المطبات، نفس «الحفر» نفس الفواصل، واليوم تعود شركة جديدة لتبدأ العمل مرة أخرى على الطريق فى محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

واقعة أخرى.. باعتبارى ابن محافظة كفر الشيخ وأعمل بالقاهرة، فدائم السير على طريق مصر الإسكندرية الزراعى، وقبل 8 سنوات تقرر إنشاء كوبرى بمنطقة بركة السبع، وهو كوبرى سيسهل من التنقل ويقلل الازدحام ويخدم عشرات الآلاف من المواطنين، وجرى العمل على إعداد الكوبرى عامين متتالين وتم افتتاحه فعليا إلا أنه قبل 6 شهور من الآن فوجئنا بخبر هبوط فى كوبرى بركة السبع ووقوع أحد أجزائه رغم أن العمر الافتراضى للمشروع يصل إلى 15 عاما.

الواقعتان بتفاصيلهما تضعنا أمام حقيقة وهى أن «فسادا على الطريق»، وإن أردنا فعلا مواجهته ينبغى أن نجيب على أسئلة حتمية، أولها من الشركة التى نفذت الأعمال الأولية؟ وما مطابقة تلك الأعمال للشروط الهندسية الواجبة؟ ومن الاستشارى الذى وافق على استلام الطريق رغم عدم مطابقته للمواصفات؟ ومن المسؤول الذى وقع على اعتماد صرف المستحقات المالية للشركة المنفذة والاستشارى المشرف؟.

الإجابات على الأسئلة الأربعة تضعنا أمام حقائق أخرى عن منظومة فاسدة تتكسب مئات الملايين بالباطل من وراء مشاريع رصف واصلاحات الطرق والكبارى، منظومة تضم عشرات الشركات التى تفوز بمناقصات بالملايين ثم تمنح مقاولين من الباطن أعمال التنفيذ مقابل مبلغ أقل، فيقوم المقاولون بترك الأمر لعدد محدود من المهندسين بمبلغ أقل من القليل، فيخرج الطريق أو الكوبرى بأخطاء فنية فادحة.

دائما أسمع عن شركات عملاقة تتولى إعداد طريق أو كوبرى، ولكن أفاجأ عندما أجد أن عاملا أو مهندسا صغيرا هو من ينفذ المشروع بأكمله، وهنا أعرف من أين يأتى الخلل، أعرف لماذا تتآكل سمعة شركات المقاولات المصرية؟، لأنهم لا ينظرون كيف سيطابق المشروع المواصفات الهندسية أم لا، بقدر ما ينظرون لفائض الربح من وراء المشروع.

فكر فى السؤال.. لماذا كل الطرق التى تمهدها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، كطريق الكريمات والسخة، تبهرنا جميعا مقارنة بطرق أخرى تنفذها شركات مقاولات كبرى.
الفساد يا عزيزى.. منور الطريق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة