القائد والكومبارس فى قوائم الانتخابات

«من المقرر إخلاء بعض المقاعد التابعة لتحالف الوفد المصرى لقائمة عبدالجليل مصطفى»، هكذا تحدث حسام الخولى، رئيس لجنة الانتخابات بتحالف «الوفد المصرى»، فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب اجتماعا للتحالف مساء الخميس، فى المقابل قال الدكتور عبدالجليل مصطفى، فى تصريح لـ«الأهرام» أمس: «تحالف الوفد يخالف الحقيقة بشكل كامل، لأن الثابت أن تحالف الوفد هو من سعى للتحالف معنا والانضمام لنا».

هكذا تبدو الصورة العامة التى تدور حول التحالفات الانتخابية للبرلمان المقبل، والحديث يدور بشأنها منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية، أى تزيد عن ستة الشهور، وإذا أضفنا ما يحدث بخصوص القائمة التى يسعى الدكتور كمال الجنزورى لتكوينها، والانسحابات التى تمت منها، سنكون أمام صورة أكثر اتساعا عما يحدث فى هذه التحالفات.

يحدث كل هذا الخلاف والشقاق بين الأحزاب فى مسألة تكوين قائمة انتخابية موحدة، دون أن يعرف أحد الأساس الذى تدور حوله هذه الخلافات، هل الخلاف حول وثيقة سياسية وبرنامج سياسى؟ هل هو خلاف تنظيمى؟ هل هو خلاف على المحاصصة فى القوائم؟ هل هو خلاف على دور القائد والكومبارس؟! ولأنه لا أحد يعرف أصل الخلاف، تتصدر صورة سلبية عن كل هذه المفاوضات، يتم ترجمتها على لسان رجل الشارع البسيط بالقول: «مش عارفين يتفقوا»، وبالتالى الذين لا يعرفون الاتفاق يقدمون أنفسهم مقدما بصورة سلبية، ربما تنعكس على يوم العراك الكبير، يوم الانتخابات، هكذا تقدم الأحزاب نفسها برصيد يتآكل يوميا، ولو أضفنا هذا التآكل الجديد إلى التآكل القديم فسنصل حتما إلى أنه لا توجد أحزاب حقيقية فى الشارع، لا توجد أحزاب ملهمة، لا توجد أحزاب تنمو من القاعدة إلى القمة، لا توجد أحزاب استطاعت اختراق حاجر الصمت، وعليه فنحن أمام حالة أقرب فى ركودها من الحالة التى كانت سائدة طوال حكم مبارك، وظلت على حالها حتى قيام ثورة 25 يناير 2011.

لن تقود الانتخابات المقبلة إلى تنشيط الحياة الحزبية، وفى سنوات سابقة كان بعض الأحزاب يدفع بمرشحين لن ينجحوا، لكن كانت وظيفتهم سياسية، تعنى نشر اسم الحزب وبرنامجه لأجل كسب عضوية جديدة، الأمر الآن يختلف، ففى الماضى كان التشخيص السياسى للأوضاع ليس معقدا كما هو الآن، بمعنى أن قوى المعارضة كانت تعرف القضايا التى ستعارضها، لكن السؤال الآن المطروح بقوة هو: ما هى القضايا التى ستتبناها المعارضة التى من المفترض أن تتولد بعد معرفة من هى الأغلبية؟!