محمود صلاح

رئيس الوزارة!

الجمعة، 28 فبراير 2014 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أكثر من 25 سنة وفى بداية عملى محررا صحفيا فى «أخبار اليوم» ذهبت يوما إلى محافظة ريفية لعمل تحقيق صحفى وفى طريق عودتى لمحت أحد الكبارى تحت الإنشاء. كان الوقت فى عز الظهر، صيفى شديد القيظ وتعجبت عندما لم أشاهد فوق الكوبرى سوى شاب وحيد على رأسه خوذة صفراء، اتجهت ناحيته متعجبا ودار بيننا حوار. عرفت منه أنه مهندس شاب فى شركة المقاولين العرب وأنه يقف وحيدا فى عز تلك القيالة ليستحث العمال على العمل وعدم إطالة فترة الغذاء لينتهى الكوبرى فى موعده المحدد.

أعجبت بجدية وحماس المهندس الشاب وقلت له وقتها إننى أتوقع له النجاح وأنه سوف يصبح يوما رئيس شركة المقاولين العرب. وذهبت سنوات وجاءت سنوات وأنا أتابع على أرض الواقع تألق ونجاح صديقى المهندس إبراهيم محلب الذى أصبح رئيسا ناجحا للمقاولين العرب ثم وزيرا للإسكان مرتين ولم تكن كل أيامه نجاحا سهلا، بل واجه مصاعب شديدة لكنه أبدا لم تتغير مبادئه ولا شخصيته. وعلى المستوى الشحصى فهو صديقى أحبه وأحترمه، دعوته قبل شهور قليلة لنشرب فنجان قهوة الصباح فى محل قهوة شهير بالزمالك. يلتقى فيه شلة أصدقاء عواجيز وفوجئت بصديقى يأتى قائدا سيارته الخاصة لا سائق ولا حراسة ونحن نحتسى القهوة عرض عليه أحد الأصدقاء مشكلة إمداد دير فى الصعيد بالمياه. ترك المهندس إبراهيم محلب فنجان القهوة وأمسك بتليفونه وراح يتصل بالمسؤولين فى القاهرة والصعيد ولم يترك التليفون إلا عندما تأكد أن المشكلة سوف تحل تماما فى اليوم التالى.

وفى الفترة الأخيرة كان الناس يتحدثون عن وزارة الدكتور الببلاوى ومشاعر إحباط الناس من أخطاء وسلبيات حكومته وكان هناك ما يشبه الإجماع على أن الوزير إبراهيم محلب يعد استثناء فى هذه الحكومة مع قليل من الوزراء، فالرجل يعمل بحق واسمه محترم ومحبوب وينتظر المصريون منه ومن حكومته الكثير. بعد أن فاض الكيل من الحال. لم أرفع التليفون لأهنئ الصديق إبراهيم محلب لأنه أصبح رئيس وزراء مصر ولن أفعل. صحيح أننى فرح له لكن قلبى عليه فالظروف صعبة والتحديات كبيرة وفى نفس الوقت الناس لهم مطالب كثيرة وكلها من حقهم ومصر تغيرت والأعداء أصبحوا بيننا وفى كل مكان. فى العمل على القهوة والميكروباص، وفى سيناء وعلى موتوسيكل إرهابى يجرى فى الشارع ويزرع الموت!
وليس عندى إلا أن أدعو الله أن يوفق رئيس الحكومة فى مسؤوليته الصعبة وأستبشر خيرا لأننى ما زلت أراه نفس الشاب المتحمس يعمل فى عز الحر ويقود غيره للعمل وعلى رأسه خوذة صفراء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة