سعيد الشحات

القمة العربية تشجع الإرهاب فى سوريا

الخميس، 27 مارس 2014 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى القمة العربية الماضية، كانت السعودية وقطر على قلب رجل واحد فيما يتعلق بالأزمة السورية، كان موقفهما ضد بشار الأسد وتدعيم المعارضة، وجرى الحديث وقتها عن ضرورة تسليح المعارضة. وفى القمة الحالية، يتباعد البلدان، وأدى ذلك إلى خفوت صوتيهما فى الأزمة، مما يعنى فوزًا معنويًا على الأقل لبشار الأسد.

هذا مدخل لما شغل القمة العربية فى حديثها عن الإرهاب، وفى القلب منه الأزمة السورية بكل تحولاتها.. ففى القمة الماضية، أوصت بأن يجلس ما يسمى بـ«الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية» على مقعد سوريا، أى سحب اعتراف «القمة» بالنظام السورى، غير أن «الائتلاف» لم يفز بالتوصية فى هذه القمة، وجلس ممثله أحمد الجربا بجوار المبعوث الدولى والعربى الخاص بسوريا، الأخضر الإبراهيمى، وألقى كلمته التى جاء فيها: «إبقاء مقعد سوريا بينكم فارغًا يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى بشار الأسد الذى سيترجمها على قاعدة: اقتل اقتل، والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك».فى عدم تنفيذ توصية القمة الماضية، ربما يكون للخلاف السعودى القطرى دور بالرغم من أن خلافهما يتعلق بملفات أخرى، وربما يكون ما يحدث خارج أسوارنا العربية من نزاع أمريكى روسى فى أوكرانيا قد ألقى بظلاله، فنزل بالأزمة السورية من درجة السخونة إلى البرودة، غير أن المثير واللافت يأتى فى زخم حديث القمة عن الإرهاب، لكن حين جاء الدور على الأزمة السورية، بدا كأنها تتعامل معها كأنها خالية من الإرهاب، والشاهد على ذلك صمتها عما ترتكبه الجماعات التكفيرية الإرهابية فى سوريا.

تحدث «الجربا» مطالبًا القمة العربية بالضغط على المجتمع الدولى من أجل تقديم أسلحة نوعية للمقاتلين المعارضين، ولم تتحدث «القمة» عن الفرق التكفيرية الإرهابية التى تقتل السوريين كل يوم بدم بارد، هى غاب عنها وكالعادة التعامل بـ«فقه الأولويات»، والأولوية الآن فى تنظيف الأرض السورية من كل الإرهابيين الذين دخلوها من كل فج عميق لخوض حرب يرونها «مقدسة»، والتقديس عندهم هو شرب دماء الذين يعارضونهم.. تنظيف الأرض السورية من الإرهابيين يجب أن يتصدر الأولويات، وبعدها يختار الشعب السورى ما يختاره، يثور ضد «بشار» أو يبقيه، هذا شأنهم، وإليه يذهبون بإرادتهم.

إذا كانت القمة العربية ترى فى الصمت عن هؤلاء الإرهابيين نوعًا من الحكمة، فهذا يؤكد أنها افتقدت الحكمة، وإذا كانت ترى أن بيانها الختامى الذى يدعم الائتلاف السورى المعارض هو إثبات موقف، فإنها تكون قد أعطت مددًا معنويًا بطريقة غير مباشرة للإرهاب فى سوريا، فالحديث عن معارضة شعبية قوية أوانه فات، وتتحمل الأطراف العربية المسؤولية، بعد أن أعطت كل جهدها لتحويل الثورة إلى إرهاب أسود.

خذلان القمة العربية فى الدعوة صراحة إلى حتمية مواجهة التكفيريين فى سوريا، هو تشجيع مباشر للإرهاب على هذه الأرض الحبيبة على كل عربى، وجهل بدروس الماضى الذى يقول لنا إن هؤلاء الإرهابيين بعد أن تركوا الساحة الأفغانية عادوا، ليمارسوا إرهابهم على الأرض العربية، ومازالوا يواصلون.

القضية لم تعد فى سوريا «ثورة»، فالثورة كانت فى البدء، وغياب هذا التشخيص عن القمة إثم كبير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الازمه السوريه بين نارين - نار بشار ونار العملاء والاجندات الخارجيه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اعتقد الحل الامثل فى سوريا يكون فى قرار عربى موحد يلتزم به بشار وكل الاطراف المتحاربه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة