سعيد الشحات

كيف سيتحمل المصريون الكثير؟

السبت، 19 أبريل 2014 07:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«المواطنون سيتحملون الكثير فى الفترة المقبلة من أجل الوطن»، قال هذه العبارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء فى اتصال هاتفى مع قناة «أون تى فى» يوم الأربعاء الماضى.

تحتوى الكلمة على صراحة واضحة من رئيس الحكومة الذى لا يهدأ من لف البلاد طولا وعرضا، ويبدو فى كثير من الأحوال كما لو أنه يريد القول: «لو كان بمقدورى أن أفعل كل شىء لفعلت»، هو يصطدم بحقائق موجعة تؤكد له أن حجم الخراب الذى حل فى السنوات الماضية أكثر مما يتخيله أحد، وربما أنه ومن واقع استناده على خلفية ما يعرفه، قال عبارته السابقة بكل وضوح وصراحة، غير أن السؤال الذى يطرح نفسه، هل سيلبى المواطنون حقا نداء «التحمل»؟ هل سيصدقون حكاية أنه من أجل الوطن؟ وهل هم على استعداد لدفع الفواتير الباهظة لكل ذلك؟

العبارة التى قالها «محلب» التى تقترب من حالات الإنذار، ليست جديدة على المصريين، تواجدت بتنويعات مختلفة منذ سنوات طويلة، وعبرت فى كل الأحوال عن انحيازات محددة لكل نظام حاكم، كانت موجودة مثلا فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى أثناء حكم عبدالناصر، وتواجدت بقوة فى عصر السادات تحت عبارات مثل «سنوات من الرخاء فى انتظارنا»، بما يعنى أن الواقع لم يكن فيه رخاء لكنه سيأتى فيما بعد.

أما فى أثناء حكم مبارك فكنا نسمع من نفس القاموس الذى تحدث منه «محلب» ولكن بمفردات مختلفة، كان مبارك يتحدث فى خطاباته وحواراته عن برنامج «الخصخصة» باعتباره مشروعا قوميا عظيما يصنع مصر من جديد، وعلينا أن نتحمل مصاعبه والآثار السلبية المترتبة عليه، من أجل المستقبل الواعد الذى ينتظرنا، وكان أركان نظامه وإعلامه يغردون على نفس اللحن، ولم يكن يمر يوم إلا ونجد تقارير منشورة فى الصحف عن مؤسسات دولية تتحدث عن معجزة الخصخصة فى مصر، بالإضافة إلى الخبراء الدوليين الذين يأتون ليتعلموا من خبرة مصر فى برنامج الخصخصة وبيع الشركات.

على أرض الواقع كانت المعطيات مختلفة، فبينما كانت أقلية تكسب المليارات من وراء الخصخصة، كانت الأغلبية الكاسحة تعانى من فقر يتزايد كل يوم، ولذلك لم يصدق أحد أى حديث عن الأمل فى المستقبل.

دعوة المواطنين إلى تحمل الصعب من أجل الوطن، لابد لها من إجراءات عملية على الأرض، حتى يقبلها الجميع، سيرفع لها المصريون تعظيم سلام، حين يجدون أمامهم سياسات حقيقية تؤدى إلى العدالة الاجتماعية بتوزيع عادل للثروة، سيرفعون لها التعظيم، حين يجدون مشروعات قومية حقيقية تعود على الأغلبية بالنفع الأكيد، حين يجد الخريجون فرصا حقيقية للعمل بدلا من البطالة التى تأكلهم، حين يجدون مناخا ديمقراطيا يحقق تداول السلطة، حين يجدون تطبيق القانون بعدالة على الجميع، حين يجدون موقفا حاسما ضد الفساد والمفسدين.

مرت أوقات صعبة كثيرة على مصر فى الخمسينيات والستينيات على سبيل المثال، وتحملوها لأنهم كانوا يرون أمامهم طريقا يتم رسمه من أجل المستقبل، فهل يحدث الآن شىء من هذا حتى يتفاعل المصريون مع إنذار «محلب»؟ بالطبع لا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

بكره أحلى أن شاء لله

المصريون سيتحملون الفتره القادمه لأنهم يروا الأن طريقا الى المستقبل من خلال قياده السيسى

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لماذا لا ياكل المسئولين فول وطعميه مثل الشعب اذا كانوا حريصون على خروج الدوله من كبوتها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

سؤال بلا اجابه حتى الان - لماذا لا نستعيد ثروات مصر المنهوبه طوال 33 سنه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ماذا تحقق من اهداف ثورة يناير - اين كرامة المصرى وحقوقه وحريته

هل ما نراه حقا ديمقراطيه

عدد الردود 0

بواسطة:

بكره أحلى أن شاء لله

الى الشعب الأصيل مع التحيه: كل أمالك سوف تتحقق بالشعب و السيسى معا و هافكرك

عدد الردود 0

بواسطة:

على حسن المنتصر

اللى جاى ايام سودا

انتم موش عارفين انكم نور عنينا و الا ايه .

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل خليل

الاسكندرية تطالب برحيل طارق مهدى .أفشل محافظ فى مصر .لم ينجح فى شىء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة