ناصر عراق

حظوظ حمدين صباحى

الثلاثاء، 22 أبريل 2014 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعجبنى قول السيد حمدين صباحى للإعلامى عمرو أديب: «إنه يتوقع الفوز فى انتخابات الرئاسة بنسبة لا تقل عن %52»، ذلك أن الشرط الأول لنجاح المرء فى أى سباق يكمن فى الشعور بالثقة التامة فى قدراته والإيمان الكامل بإمكاناته، كما ذهب المفكر جورج لوكاتش فى شرح الجهاز النفسى للزعيم الناجح، وهو ما تبدى بوضوح فى تصريحات حمدين، فالرجل يتحدث بيقين كبير يدل على أنه ينوى خوض معركة انتخابية شرسة حتى يحقق ما يصبو إليه.
لكن لم يعجبنى قوله «إن توكيلاتنا حلال»، لأن قضية الحلال والحرام لا يصح أن تقحم هنا فى مجال المنافسة والانتخابات، وكنت أود أن يقول: «إن توكيلاتنا صحيحة، ولا يشوبها شائبة تزوير أو استخدام لأجهزة الدولة»، فكلنا يذكر كيف ابتذل الإخوان وحلفاؤهم ومشايخ الفضائيات مسألة «الحرام والحلال» هذه حتى جعلوا الناس يكرهون حياتهم، وأصبح الإنسان لا يقدم على أى فعل إلا إذا قاسه بمسطرة «الحلال والحرام»، ونسى الناس مساطر أخرى مثل «الصحيح والخطأ»، «القانون واحترامه»، و«الأعراف والتقاليد»، لدرجة سمعت أحد البسطاء يسأل واحدا من المشايخ فى الفضائيات هل قيادة الميكروباص بسرعة أكبر من السرعة المحددة على الطرق حلال أم حرام؟ ولم يسأل السائق المسكين نفسه، ولم يقل له الشيخ الجليل: «السرعة الزائدة خطأ لأنها تعنى مخالفة لقوانين المرور»، هكذا وبكل بساطة دون استخدام مصطلحات ومفردات دينية لا مجال لها هنا.
إن حاجتنا إلى فصل الدين عن العمل السياسى أمر بالغ الأهمية، فالدين مقدس فى القلوب، يحفظه الله فى السماء، والسياسة فعل أرضى يعبر عن مصالح متعارضة بين البشر، وقد تستخدم فيها وسائل لا تليق، لذا لا ضرورة على الإطلاق للاستعانة بتعبيرات دينية للإيحاء بأن الله يرعى فلانا وحملته، ولنتذكر جميعا أن الأمم التى تطورت وقطعت شوطا كبيرا فى طريق الحضارة قد فصلت الدين عن السياسة فصلا تاما.
لكن أخطر ما قاله صباحى لعمرو أديب هو: «لدينا دليل كامل على مشاركة رموز الحزب الوطنى فى جمع توكيلات للسيسى»، ترى ما رأى حملة المشير؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د0مجدى

الثقة شئ== والثقة عن حق شئ اخر==

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة