سعيد الشحات

من دفتر أيامى مع صلاح السروى

الأربعاء، 30 أبريل 2014 07:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما قرأت تعليقًا سياسيًا مميزًا من الناقد الأدبى والأستاذ بجامعة حلوان الدكتور صلاح السروى، أعود إلى بداياتى الأولى معه حين التقينا للمرة الأولى فى حديقة كلية «دار العلوم» فى مبناها القديم بـ«المبتديان» عام 1979، كنت فى الشهر الأول من دراستى الجامعية، وكان هو فى السنة النهائية، وتناولت ذلك فى مقالى أمس، وأستكمل.

بعد أن فتح لى صلاح السروى عالم العمل السياسى فى جامعة القاهرة، عبر «نادى الفكر الناصرى»، زودنى بأدوات ثقافية متنوعة، فبالإضافة إلى مساعدتى فى القراءة بتنوعاتها فى الأدب والسياسة والتاريخ، وتشجيعه لى على اغتنام فرصة وجود مكتبة الكلية بالتردد عليها والقراءة فيها، كان حريصًا على اصطحابى لمشاهدة المسرح، وأذكر أنه أول مرة ذهبت فيها إلى المسرح كان بصحبته، لمشاهدة مسرحية «المخططين» للدكتور يوسف إدريس، بطولة أحمد ماهر، ومع ليل القاهرة، وفى حجرتينا بالمدينة الجامعية كانت المناقشات تتواصل حول كل جديد، يزيد من روعتها نهم «السروى» الكبير بالقراءة فى كل المجالات، والأهم أنه كان يعد مشروعه للمستقبل كناقد أدبى، وفى هذا كان يتسلح بكل أدوات المعرفة، فالناقد يكتسب قوته برؤيته السياسية والفكرية والتاريخية، لأن النص الأدبى هو بالدرجة الأولى ابن مناخ سياسى، ولأن المبدع يستشرف المستقبل بإبداعه الأدبى، فلابد للناقد من حقائق التاريخ حتى يجيد قراءة النص الأدبى وفقًا لمعطيات الحاضر ونبوءات المستقبل.

تواصلنا فى الإجازات الصيفية، ومع صديق العمر وابن قريتى جمال الجمل ترددنا ضيوفًا على منزله الطيب فى مدينة الزقازيق، وتعرفت على شقيقيه «أسامة» الفنان التشكيلى والنحات الموهوب، وهو الآن مستشار ثقافى لمصر فى موسكو، و«حمزة» حامل الدكتوراة فى الفلسفة.

وفى قريتنا كوم الآطرون، طوخ، قليوبية، كان يأتينا فى لقاءات ثقافية وسياسية مثمرة ساهمت فى تأسيس وبناء كثيرين، وكان ذلك من واجباته التى يسخرها للذهاب إلى أى مكان يسعى إلى التغيير، وكانت حصيلة دأبه ونشاطه اعتقاله من منزله فى الزقازيق، وتعرضه لتعذيب بشع عام 1980، وكانت تجربة قاسية، أذكر أنه قال لى بعدها إنه لا يتمنى أبدًا أن يتعرض أحد لها.

لا تغيب عنى أبدًا تلك الحالة الرومانسية التى كان عليها صلاح السروى وهو يتحدث عن وطن فيه العدل للفقراء، وأن الثورة ضد الظلم والاستغلال آتية لا محالة، وبالرغم من التحولات والتغيرات، فإن إيمانه ظل لا يتزعزع فى ذلك.

سافر «السروى» إلى المجر فى منحة لدراسة الدكتوراة فى الأدب، غير أن تحولًا فكريًا حدث له، حيث انتقل فكريًا وسياسيًا من «الناصرية» إلى «اليسار»، لكنه بقى على عهده مبشرًا بالثورة ومؤمنًا بها، ويقف فى خندقها مهما كانت التحديات، وهو الآن يواصل بنشاط كبير عطاءه النقدى، ومتابعة إنتاج الأجيال الجديدة من المبدعين الذين يشكون من شح المتابعات النقدية لهم.

نتواصل قليلًا، لكنه يتابعنى وأتابعه، وأجده الآن فى خندق الثورة لا يحيد عنها، متمسكًا بطريقها، لا «يزغلل» عينيه بريق ذهب السلطان، ولأنه كذلك أعود إلى أيامنا الأولى معًا، وأحن إلى بدايات الغرس، وأدين له بالفضل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح السروى

لك كل الامتنان والمحبة يا صديق العمر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة